خيارات أحلاها مرّ.. أسعار الأسمدة الزراعية تربك الحسابات والجودة في عهدة التطمينات!!

تشرين – عمار الصبح:

فيما تواصل فروع المصرف الزراعي توزيع الكميات المخصصة للفلاحين والجمعيات الفلاحية من الأسمدة بأنواعها وفق جداول الاحتياج المعمول بها، ثمة حديث بين الفلاحين في محافظة درعا عن تأثير انعكاس الارتفاع القياسي لأسعار الأسمدة على العملية الزراعية برمتها، ما أربك حساباتهم ووضعهم في خانة القبول بالأمر الواقع والاضطرار أخيراً للمفاضلة بين خيارات يبدو أحلاها مراً، هذا فضلاً إلى ما ألمح إليه البعض من جودة بعض الأسمدة التي يجري توزيعها ومدى مطابقتها للمواصفات الفنية.
التعميم الأخير للمصرف الزراعي التعاوني حدد سعر مبيع أسمدة السوبر فوسفات للفلاحين بــ 2 مليون و50 ألف ليرة سورية للطن الواحد، وسماد اليوريا بــ 3 ملايين ليرة للطن، ونترات الأمونيوم بمليون و650 ألف ليرة للطن الواحد.
فلاحون أشاروا في حديثهم لـ”تشرين” إلى أن ارتفاع أسعار الأسمدة سيجعلهم أمام خيارين أحلامها مر، إما الاقتصار على زراعة مساحات محدودة من أراضيهم الزراعية وبالتالي خروج مساحات كبيرة خارج العملية الإنتاجية، أو الاقتصاد في استخدام الأسمدة إلى الحدود الدنيا ما يعني أيضاً تراجعاً في المردود والإنتاجية في وحدة المساحة.
مدير المصرف الزراعي بدرعا المهندس عبد الله عياش بيّن أن عملية توزيع الأسمدة تتم بموجب التراخيص الزراعية الصادرة عن دوائر الزراعة وعقود إكثار البذار، ووفق تعليمات الإدارة العامة للمصرف، حيث يتم تقديم كامل الكمية المحددة من الأسمدة الفوسفاتية و50 بالمئة من الدفعة الأولى من سماد اليوريا وفق جدول الاحتياج المعمول به بالمصرف الزراعي.

فلاحون: الاقتصاد في استخدام الأسمدة إلى الحدود الدنيا يعني أيضاً تراجعاً في المردود

وفي معرض رده على استفسارات “تشرين” حول ما أثاره بعض الفلاحين عن وجود مشكلة في مادة السوبر فوسفات وعن بطء تحليلها في التربة، الأمر الذي دفع البعض للعزوف عن استجرارها، نفى عياش وجود مشكلة في الأسمدة التي يجري توزيعها عبر فروع المصارف الزراعية، فهي معتمدة ومطابقة للمواصفات القياسية والفنية على حد قوله، لافتاً إلى عدم وجود عزوف من قبل الفلاحين عن استجرار سماد السوبر فوسفات، فهناك طلب على المادة من الجمعيات الفلاحية ومن الطلبات الفردية التي ترد لفرع المصرف، والكميات الموزعة منذ بدء توزيع المادة قبل عشرة أيام من الآن مشابهة أو تزيد على معدلها السنوي وذلك بالمقارنة مع السنوات الماضية. 

بدوره أوضح عضو اتحاد فلاحي درعا أحمد حجازي أن هناك شكاوى من قبل الفلاحين أثيرت في العام الماضي حول سماد السوبر فوسفات الذي جرى توزيعه، فحواها وجود مشكلة تتعلق بعدم تحلل السماد بشكل كامل في التربة أو وجود بطء في عملية التحلل، ما أثار شكوك البعض من وجود ضعف في المادة الفعالة، علماً أن نتيجة التحاليل المخبرية التي تم إجراؤها أثبتت مطابقة السماد للمواصفات القياسية والشروط الفنية، ولكن ظل الفلاح متخوفاً من استجرار المادة، هذا فضلاً عن رفع أسعار السماد الموزع مؤخراً إلى نسب موازية لأسعاره في السوق، لافتاً إلى أن الفلاح لا يزال يقارن بين السماد الموزع حالياً وبين سماد السوبر فوسفات الذي كان ينتج في معمل الأسمدة سابقاً والذي كان يطلق عليه (ترابة مصرفية)، وهو من أجود أنواع الأسمدة التي نالت ثقة الفلاحين.
ويعد سماد السوبر فوسفات (الترابة) من أسمدة الأساس للتربة وهو حسب مواصفاته الفنية سماد حبيبي بطيء الذوبان في الماء يستخدم في التسميد الأولي للتربة كمصدر لعنصر الفوسفـور.

مسؤولون زراعيون: لا توجد مشكلة في مادة السوبر فوسفات من ناحية بطء تحليلها في التربة

وأشار رئيس دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية زراعة درعا المهندس محمد الشحادات إلى أن سماد سوبر فوسفات من الأسمدة بطيئة التحلل في التربة فهي تضاف في بداية الموسم الزراعي وتتحلل أولاً بأول وتستغرق عملية تحللها فترة تمتد من شهر إلى ثلاثة أشهر، وذلك نظراً إلى وجود مادة الفوسفـور الصخرية فيها، ويتم تحديد الكميات اللازمة حسب نوعية التربة أو ما يطلق عليه (BH) التربة والتي تحدد نوعية التربة هل هي قلوية أو حامضية أم معتدلة.
وأوضح الشحادات أن من النصائح التي عادة ما توجه للفلاحين، هي إجراء عملية تحليل للتربية لتحديد نوعيتها ومحتواها من الأملاح والعناصر الأساسية، وتالياً احتياجاتها من الأسمدة، وهي من الأمور الضرورية الواجب تطبيقها فهي قد توفر على الفلاح إضافة كميات كبيرة من الأسمدة قد لا تكون لازمة، لافتاً إلى أن تحليل التربة يتم عادة في مخابر الهيئة العامة للبحوث العلمية، وينصح بأن يقوم الفلاح بأخذ عينات من التربة ووضعها في الوحدة الإرشادية التي تقوم بدورها بتسليمها لمديرية الأراضي، حيث يتم إرسالها للتحليل في مخابر الهيئة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار