علماء ينجحون بإنتاج طاقة نظيفة شبيهة بطاقة الشمس تدوم مئات السنين
تمكّن علماء مختبر «لورانس ليفرمور» التابع للحكومة الأميركية، من تقليد ما يجري في الشمس، لتحقيق اختراق كبير باستخراج طاقة من الاندماج النووي، نظيفة ولا تنضب، أي كما يحدث في الشمس المتجددة طاقتها بلا توقف منذ مليارات السنين، وفقاً لما ذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، نقلاً عن 3 أشخاص على دراية بما حققه علماء مختبر «لورانس ليفرمور» في ولاية كاليفورنيا.
وكان علماء المختبر وآخرون في مختبرات ومراكز علمية أخرى بمعظم العالم المتقدم، يجهدون منذ خمسينيات القرن الماضي لاستخراج طاقة من الاندماج النووي بحيث يمكن لفنجان صغير من وقود الهيدروجين تزويد منزل بما يحتاج من طاقة لمئات السنين، إلّا أن أي مجموعة لم تتوصل إلى حجم من الطاقة يزيد عن الحجم الذي تستخدمه في تجربتها، سوى الآن كما يبدو.
وقالت الصحيفة: إن الاندماج النووي أدى في الأسبوعين الماضيين إلى زيادة صافي الطاقة بنسبة 120% بالمختبر، في عملية يمكن عدّها امتلاك «طاقة الغد» لأنها تنتج القليل من النفايات، ولا تنتج عنها غازات دفيئة، لذلك كتب عضو الكونغرس عن كاليفورنيا تيد ليو في «تويتر»: إذا كان هذا الاختراق حقيقياً، فقد يغيّر قواعد اللعبة على الكوكب.
ونقل موقع شبكة «فوكس نيوز» التلفزيونية الأميركية، عن عالم فيزياء البلازما الدكتور آرثر توريل قوله: إذا تأكد هذا الاختراق، فإننا سنشهد لحظة تاريخية، لأن العلماء كافحوا لإثبات أن الاندماج النووي يمكن أن يطلق طاقة أكثر من المستخدم «في التجربة»، ويبدو أن الباحثين في مختبر «لورانس ليفرمور» حققوا أخيراً وبشكل مطلق هذا الهدف، وفق تعبيره.
ورغم أن تطوير محطات الطاقة الاندماجية على نطاق واسع، لا يزال بعيداً عن التوصل إلى طاقة على نطاق واسع، ولا يصدر عنها أي تلوث أو نفايات مشعة طويلة الأمد، على حدّ تقرير «فاينانشال تايمز»، إلّا أن ما حققه علماء المختبر الأميركي من اختراق ستكون له آثار كبيرة في سعي العالم إلى التخلص من الوقود الأحفوري.
والمعروف عن الاندماج أنه مختلف تماماً عن الانشطار النووي، والتعامل معه هو تقنية تستخدم حاليًاً في محطات الطاقة النووية، التي تتكون من كسر روابط النوى الذرية الثقيلة لاستعادة الطاقة، حيث «تتزاوج» نواتان ذريتان خفيفتان لتكوين نواة ثقيلة، في عملية يتحرر معها قسم من طاقة النواتين، إلّا أنه مهما كان صغيراً فإنه يكفي لسد احتياجات كبيرة.