تأخر توزيع السماد والمازوت يهدد زراعة القمح
تشرين- باسمة إسماعيل:
ليس نقص المحروقات فقط ما يؤثر في الزراعة بمنطقة جبلة، التي أثقلت كاهل الفلاح في تأمينها من السوق السواء لحراثة أرضه وشراء لتر المازوت بسعر يتراوح بين ٧-٨ آلاف ليرة، ولكن الهم الأكبر هو تأمين السماد، كما ذكر مزارعون لـ«تشرين» من مناطق تتركز الزراعة فيها بشكل كبير لوجود مساحات واسعة كـ(عرب الملك – سوكاس – البرجان – غنيري – حميميم)، إذ قالوا: همنا حالياً تأمين السماد لزراعة القمح التي تبدأ منتصف تشرين الأول وتنتهي أواخر كانون الأول، فنحن على مشارف انتهاء موعد زراعة القمح ولم نزرع سوى نصف المساحة.
بين عزوف وانقلاب
وأشار المزارعون إلى أن تأخر توزيع السماد والمازوت أثر في أغلبية الفلاحين، فمن اشترى من السماد والمازوت من السوق السوداء تكبد أعباء مالية كبيرة بسبب الاستدانة، وهم قلة بالنسبة لعدد الفلاحين، ومَن لم يستطع الشراء وينتظر المخصصات من الجهات المعنية تأخر بالزراعة، الأمر الذي سيؤثر في إنتاجية المحصول.
مزارعون يلوحون باعتزال الزراعة بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وتراكم الخسائر
وأضاف الفلاحون: من لديه مساحة ما بين ٥٠ – ١٠٠ دونم ( ملك واستثمار) لم ينتهِ من زراعتها كاملة وذلك بسبب قلة الكمية التي تم توزيعها، إضافة إلى غلاء أسعار مستلزمات الزراعة من حراثة، سماد وبذار، مشيرين إلى أن تكلفة الدونم ٤٠٠ ألف، موزعة بين تكلفة حراثة تقدر بين ٣٥- ٥٠ ألف ليرة حسب طبيعة المنطقة والأرض، و٨٦ ألف ليرة ثمن ٣٠ كغ بذار، و٣٠٠ ألف ليرة ثمن كيس السماد زنة ٥٠ كغ، مع العلم أن كل دونم يحتاج ما بين ٢٥- ٥٠ كغ من السماد، هذا و لم نتحدث عن سماد اليوريا لاحقاً ورشّ الأرض بالمبيدات الحشرية وغيرهما.
وبيّن بعض الفلاحين أنهم توقفوا عن زراعة القمح لعدم توفير الجهات المعنية مستلزمات الزراعة في الوقت المناسب، وارتفاع أسعارها، مشيرين إلى أنهم توجهوا نحو زراعات شتوية أوفر وأسرع في عملية الإنتاج.
سؤال برسم المعنيين
وتساءل أغلب الفلاحين مَمن التقتهم «تشرين»: هل من المعقول أن يعطى الفلاح ٧ كغ من السماد للدونم، وهو يحتاج ما بين ٢٥ – ٥٠ كغ خلال فترة التجهيز الأساسي للتربة أي وقت الحراثة؟ واستشهدوا بما كتب على كيس السماد الذي استلموه من الكمية المخصصة للفلاح، وتابعوا: استلمنا كمية لم تصل إلى ٣ كغ، في الدفعة الأولى وقسموا توزيع المخصصات على أربع دفعات، فلماذا لم تعطِ الكمية دفعة واحدة؟ وهل الفلاح قادر على تحمل تكاليف إضافية في كل مرة يذهب فيها للمصرف الزراعي لاستلام مخصصاته؟
المطالبة بتوزيع السماد دفعة واحدة قبل أن ينتهي موعد الزراعة
بينما أكد فلاحون أنهم عزفوا عن الزراعة لأنها باتت خاسرة لجميع المحاصيل في ظل هذه الظروف وارتفاع أسعار كل مستلزمات العملية الزراعية وعدم ثباتها على سعر محدد، فهي في حالة تزايد مستمر، فمَن سيعوض الفلاح إذا خسر.
كميات قليلة لم تعدّل
من جهته، قال رئيس رابطة فلاحي جبلة محمد حسن لـ”تشرين”: بالنسبة لزراعة القمح في منطقة جبلة فإن تخصيص ١١ كغ من الآزوت، و٤٦ بالمئة يوريا كمية قليلة في منطقة الاستقرار الأولى، وكرابطة طالبنا الجهات المعنية بتعديل جدول الاحتياج الخاص بالقمح ولم يتم التعديل حتى تاريخه.
وأضاف حسن: يتم توزيع ١١ كغ يوريا على الشكل الآتي، الدفعة الأولى ٢.٧ كغ، أي على أربع دفعات وهذا يشكل أعباء إضافية على الفلاحين، ولذلك نطالب بتوزيعها دفعة واحدة حتى لو تأخرت حتى بداية شهر شباط، مؤكداً أنه تم توزيع ٦.٥ كغ سوبر فوسفات للدونم الواحد من القمح دفعة واحدة نهاية الشهر الماضي.
وأشار إلى أن بذور القمح متوفرة وتم توزيعها في منطقة جبلة عبر المصرف الزراعي، فرع جبلة والقطيلبية، وتم الاستجرار من مؤسسة إكثار البذار في اللاذقية حوالي ٢٠٠ طن من أصناف “شام” و”دوما”.
وأوضح حسن أنه بالنسبة للمازوت الخاص بزراعة القمح تم توزيع حوالي ١٠% فقط من الكمية المخصصة لزراعة حوالي ١٢ ألف دونم مخططة لزراعة القمح في منطقة جبلة.