زوجةٌ وأولادٌ ومونديال.. والخاسرُ الأكبرهو رجلٌ يعاني تداعيات تأخر رسائل «تكامل» وخسارة منتخب في التلفاز.. الجميع حاضرٌ ومهتمٌ ومتابع للبطولة الكرويّة وإن تعددت الأساليب، واختلفت صور التأقلم مع التقنين والبثّ المفتوح وسرعة «نت» الموبايل.
ولكل متابع فريقٌ يناصره من زمن، وإن لم يكن مشجعاً متعصباً رياضياً من النوع الممتاز، فالبرازيل تصلح لكل الأذواق.
والزمان كانون، الشهر الأخير من العام، ببرده القارس، وضبابه، وأمطاره، وأغلب المباريات احتاجت ضربات ترجيح وشوطين إضافيين، بلا مازوت وبلا سخانة كهرباء، يعني ساعات وساعات يقضيها المدلل في المباريات، والمدلل هنا، صفة منسوبة لرجل يحصل كل أربع سنوات على فرصة ترفيه بالعموم يقال إنه يحصل عليها مجاناً..!!
لكنْ هيهات.. أن تمرُّ أيام المونديال بلا نكدٍ ونقٍ وشحار، من بعض الزوجات المختصّات في تعكير المزاج، و«السح والنح» الممزوج ببعض الاستنكار بشأن مواد السكر والزيت النباتي والمتة بعد استثناء القهوة من قائمة المتطلبات، وقد سبقها، الفروج واللحمة وزيت الزيتون وتموين الجبنة واللبنة «المدعبلة» والمربى بالقطرميزات.
والشكوى الزوجية، يجب أن تكتمل باستراحة ما بين الشوطين مع متطلّبات الأولاد لأن الشتوية يلزمها طاقية ولحشة وجاكيت، والأسعار نار..من البالة أو حتى من المحال الجديدة.. والمصيبة إذا انكسرت شاشة الموبايل لأولادك أو حتى «المدام»، لأنه وفي «عزّ دين» الأزمات، لا يمكن الاستغناء عنه وعن الكاميرا فيه والاستوديو بما يحويه من توثيق لحظات مفلترة للوجوه والنفسيّات.
والإجازات انتهت للموظف الحكومي، ومعاناته بالتأكيد أسوأ من موظف القطاع الخاص، لكنّ كليهما تأثر بأزمة النقل، ولن أقول أزمة المحروقات، إلا بعد أن أخلط ورق اللعب الكروي بالملاكمة، ومافيهما من جولات، فإن كانت كرة القدم تحتاج شوطين على نحوٍ عام، فجولة الملاكمة تحتاج ١٢ جولة، كان فيها الرجل المتابع للمونديال هو الخصمُ المكلوم مابين جولات البيت والأسرة والعمل والسرافيس والخضرجي والدكان ومؤسسات التجارة الداخلية والمدارس والكازيات والاتصالات والصرافات.. لتكون الجولة الأخيرة بقبضة على الكلى ومؤخرة الرأس والرقبة وتحت الحزام، مع إنها مرفوضة في قانون الملاكمة لكنها، ومن باب الدلال، جاءت على هيئة تصريحات بغلاء أسعار المحروقات في وقت المباريات.. فهنيئاً للمدلل من الحكومة ومن «المدام».
وصال سلوم
71 المشاركات