المقاهي «مصيدة» مفسدة لطلاب المدارس فمن المسؤول؟.. مرشدة اجتماعية: ارتيادها يعود لعدم اهتمام الأهل ورفاق السوء
تشرين- طلال الكفيري:
لعلّ الظاهرة اللافتة هذه الأيام والتي تحمل في “بواطنها” مفسدة حقيقية لجيل الشباب، خاصة من هم على مقاعد الدراسة، “الإدمان” اللامسبوق على ارتياد المقاهي، ولاسيما المنتشر منها في الزوايا المظلمة، التي أصبحت من دون أدنى شك تشكل انحرافاً عن المسار التعليمي، فالارتياد اللامدروس حسبما أشارت لـ«تشرين» المرشدة الاجتماعية عهد العماطوري يعد- ولاسيما لطلاب الثانوية العامة والجامعيين- بمنزلة “المصيدة المفسدة” لأخلاقهم تربوياً، والمفشلة لمسيرتهم الدراسية تعليمياً، وخاصة أن دخولهم إليها ما هو إلّا لهواً، للظفر “بنفس أركيلة” أو سيجارة يشبعون بها رغبتهم، ويٌثبتون عندها رجولتهم، بعيداً عن أعين الأهل وإدارة المدرسة.
عدم الالتزام
واللافت في “كواليس” تلك المقاهي، هو عدم التزامها بتعليمات وزارة السياحة المتضمنة عدم تقديم أراكيل لمن لا تتجاوز أعمارهم الـ ١٨ عاماً، لذلك بات من المفترض وللحدّ من تلك الظاهرة المتزايدة، تشديد الرقابة على تلك المقاهي، وعدم ترك الحبل على غاربه عند أصحابها، لضمان عدم وقوع هؤلاء الطلبة، في مطب الانحراف الذي “سيُمهر” بالفشل الدراسي في نهاية المطاف، وهذا ما لا نتمناه لجيل المستقبل.
وأضافت العماطوري: ارتياد الشرائح الطلابية للمقاهي ظاهرة يجب معالجتها، لأنه من المفترض أن يكونوا طلاباً على المقاعد الدراسية.
مستنقع الانحراف
والمسألة التي لابدّ من الإشارة إليها والتي تعد بمنتهى الخطورة، هي أن ارتياد المقاهي هذه الأيام يحتاج ميزانية مالية، ولاسيما في ظل تحليق أسعار ما تقدمه، وهنا يكمن بيت القصيد، فالأسعار المرتفعة لفنجان القهوة والأركيلة قد تدفع بمدمنيها من الطلاب، للوقوع في مستنقع الانحراف نتيجة بحثهم الدائم عن أموال بغية استمرارهم في ارتياد المقاهي.
والسؤال الملقى به بقوة على طاولة أهل الطلاب، أين أنتم من أبنائكم؟، ولماذا لا يتم متابعتهم في المدرسة؟، وتالياً التأكد من دوامهم لكون غض النظر عنهم، وترك لهم الحبل على غاربه، قد يوقعهم في شرك الممنوع وعندها لاينفع الندم.
من المسؤول؟
طبعاً إدمان ارتياد المقاهي تقف وراءه أسباب عدة، أولها عدم اهتمام الأهل بمشاكل أبنائهم والابتعاد عنهم، ما يدفع بهم ليسرحوا ويمرحوا كما يحلو لهم.
بينما السبب الثاني مرده لقيام الأهل إعطاء أبنائهم “مصاريف” مالية زائدة على حاجتهم، وعدم سؤالهم أين تم انفاق تلك المبالغ؟، بينما النقطة المهمة هي رفاق السوء، الذين بكل تأكيد لهم دور كبير في إفساد هؤلاء الطلاب، وتالياً ارغامهم إلى الانجرار وراءهم، لذلك يجب على الأهل متابعة أبنائهم وعدم تركهم من دون مراقبة خاصة أثناء الدوام، والعمل الدائم على إسداء النصائح التربوية لهم، تجنباً لوقوعهم في المحظور، فعلى الأهل التواصل الدائم مع إدارة المدرسة، للتأكد من دوام أبنائهم، وعدم تركهم لقمة سائغة أمام نزوات شبابية قد تفقدهم مسيرتهم التعليمية، وتقضي على مستقبلهم الدراسي إلى غير رجعة.