تقرير أممي يتحدث عن استخدام «د*ا*ع*ش» أسلحة كيميائية ومصادر تمويله
طال الزمن أم قصر، في النهاية ستنكشف الأكاذيب الغربية والأمريكية، وستنهار وتسقط وتتضح الحقيقة.. فلا أحد ينسى الاتهامات الأمريكية زوراً وبهتاناً للدولة السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية وتدويل الملف، ليطل علينا تقرير للأمم المتحدة يتحدث فيه عن استخدام تنظيم «د*ا*ع*ش» الإر*ها*بي في العراق الأسلحة الكيميائية، وإن كان هذا الكشف ينحصر في العراق ربما لأسباب محددة وربما لا، ولكن في جميع الأحوال هنا يسقط الزيف الغربي وتتضح أكثر معالم الجرائم التي ارتكبوها أينما حلّوا وارتكبها «د*ا*ع*ش» عنهم.
في السياق، أكّد خبراء أمميون وجود أدلّة على استخدام تنظيم «د*ا*ع*ش» الإر*ها*بي أسلحة كيميائية في الفترة التي أعلن فيها مايسمى «دولة الخلافة» المزعومة في المناطق التي كانت يسيطر عليها، وذلك في تقرير رُفع إلى مجلس الأمن الدولي لمناقشته أمس الإثنين.
وتطرّق تقرير فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب “د*ا*ع*ش” الإر*ها*بي إلى جمع الأدلة المستندية والرقمية والمستمدة من شهادات الشهود، على صلة باستخدام أسلحة كيميائية في العراق في«خلافة» التنظيم بين العامين 2014 و2019.
وخلص الخبراء في تقريرهم إلى أن التنظيم الإر*ها*بي قام بتصنيع وإنتاج صواريخ ومدافع هاون كيميائية وذخائر كيميائية للقنابل الصاروخية ورؤوس حربية كيميائية وأجهزة متفجرة كيميائية يدوية الصنع.
وركّز التقرير خصوصاً على أدلة تثبت اتّخاذ تنظيم «د*ا*ع*ش» الإر*ها*بي ترتيبات مالية ولوجستية وترتيبات تتعلق بالمشتريات والروابط مع عناصر«القيادة»، كذلك أشار إلى فهم أكبر للمواقع التي يشتبه في أنها شهدت أنشطة لتصنيع الأسلحة وإنتاجها واستخدامها في جميع أنحاء العراق، والمزيد من التبصر بالمواد التي يصنعها التنظيم ونظم الإيصال المستخدمة.
وركّز المحققون جهودهم خصوصاً على هجوم تعرّضت له مدينة تازة خورماتو العراقية في الثامن من آذار 2016، وأكدوا أنهم جمعوا كمية كبيرة من الأدلة، بما في ذلك سجلات كشوف مرتّبات «د*ا*ع*ش» ومراسلاته.
وجاء في التقرير أنه تم فحص أدلة متعلقة بدفع تعويضات لأسر أعضاء التنظيم الإر*ها*بي الذين قتلوا أثناء نشرهم الأسلحة الكيميائية، وسجلات تتعلق بالتدريب الذي كان يوفره التنظيم لكبار العملاء على استخدام المواد الكيميائية كأسلحة، بما في ذلك أجهزة نثر المواد الكيميائية.
وعدد التقرير طائفة من العوامل الكيميائية – البيولوجية التي حوّلها التنظيم إلى أسلحة بما فيها فوسفيد الألومنيوم والكلور والسيانيد والنيكوتين والريسين وكبريتات الثاليوم.
وشدد التقرير على المضاعفات الصحية المستمرة بين سكان تازة خورماتو والتي تشمل أمراضاً مزمنة وسرطانات ومضاعفات ذات صلة بالصحة الإنجابية، كذلك تطرّق التقرير إلى جرائم كبرى خصوصاً العنف الجنسي واضطهاد الأقليات في العراق وأيضاً تدمير التراث الثقافي والديني.
تمويل الجرائم
التقرير أفرد قسماً خاصاً بتمويل جرائم تنظيم «د*ا*ع*ش»، قال فيه: إنّ فريق التحقيق توسّع توسّعاً كبيراً في قاعدة الأدلّة المتعلّقة بالمتورّطين في شبكات منشآت الخدمات المالية التي قدّمت دعماً مالياً للتنظيم الإر*ها*بي واستفادت من حملات العنف التي قام بها، مشيراً إلى وجود روابط قوية بين شبكات مقرّها الموصل وبغداد وشبكات إقليمية أكبر حجماً في جميع أنحاء الشرق الأوسط ومنطقة الخليج.
وأظهرت الأدلّة، وفقاً للتقرير، أنّ منشآت مختارة للخدمات المالية كانت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بأعضاء رئيسيين في تنظيم «د*ا*ع*ش» وبقيادته المحليّة، وأنّ هذه المنشآت كانت متواطئة في مخطّطات الابتزاز الرامية إلى انتزاع الربح من السكان المحليين وإدارة الثروة المنهوبة والمسلوبة ونقلها.
كما موّل التنظيم نفسه من خلال الاستيلاء على النفط العراقي واستغلاله.