الفوضى الداخلية صراع يعيشه الإنسان بشكل يومي

تشرين- دينا عبد:
تتعدد المواقف والظروف التي تؤثر على حياة الإنسان، فتؤخر سعيه للإنجاز والإنتاج فيعيش حالة من الفوضى الداخلية، فأفكار تأتي وتعود يشعر من خلالها الشخص وكأنه في متاهة.
الفوضى الداخلية وتشتت الأفكار مرحلة يمر بها كل إنسان مهما بلغ من العمر، وقد تكون الظروف الاقتصادية أحد أهم الأسباب، فالتفكير في تأمين حاجات الأسرة تجعل الشخص يعيش صراعاً داخلياً فتهيمن عليه الفوضى الداخلية وتتشتت أفكاره.
يقف عاجزاً
يصف فؤاد -الأب لأربعة أبناء- حالة الفوضى التي يشعر بها من جراء الظروف الصعبة التي يعيشها فيقف عاجزاً من أين يبدأ وما المخرج الذي يختاره ليعود إلى طبيعته.
يقول فؤاد: حالة الفوضى الداخلية أسوأ شعور يمر علي، أشعر بالعجز وأدخل في حالة عصبية مستمرة؛ ويبين أن حالة الفوضى أثرت في تعامله مع الآخرين؛ لذلك وجدت أن علي الجلوس بمفردي حتى يعود صفاء ذهني إلى طبيعته.
ويشير إلى أن الأشخاص المحيطين قد يكون لهم تأثير بتقديم النصح والإرشاد ورفع المعنويات.
تبريرات السلوك
د.غسان منصور كلية التربية (علم النفس) جامعة دمشق، قال: تكثر حالات الصراع التي يعيش الإنسان معها بشكل يومي طبقاً لنظرية (وراء كل سلوك حاجة) فهو مؤمن وموحد بالله؛ ولكن يعطي نفسه فرصة بتبريرات السلوك الفاسد لأن الجميع فاسدون (الخطأ الجماعي نظام).
هذا ما يخلق لديه حالات كثيرة من الصراع بين (الأنا) الواقع والأنا الأعلى (الضمير) والأخلاق والقيم والهو (الغرائز).
هذا الصراع يظهر كنوع من الفوضى الداخلية، لأنه لا يستطيع حسم هذا الصراع لأحد أطراف النزاع، ويبقى فيها بشكل شبه دائم ما يؤثر في شبكة علاقاته المهنية والعائلية.
هذا الصراع يؤدي بالنهاية إلى نوع من الفوضى الداخلية أم التشويش على كل شيء في الحياة لأن رغبات الإنسان بوجود كل شيء؛ فهو يحاول إرضاء الأنا، والأنا الأعلى، كما يحاول تشبيك علاقاته على أساس أنه هو الصح، والبقية خطأ، ويدخل في ثقافة إقناع الآخرين، والحصول على التأييد الاجتماعي لأخطائه، وهي في الواقع ليست أخطاء، وإتمام نتاج صراع الحاجات وصراع البقاء للعيش حياة كريمة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار