اللاذقية توطّن زراعات بريّة واعدة بعائدات مجزية.. مطلوبة للأسواق العالمية

تشرين – يوسف علي: 

تتوسّع مديرية زراعة محافظة اللاذقية، بالتعاون مع المزارعين والمجتمع المحلي، في نشر الزراعات المختلفة وإنتاجها، وأبرزها زراعة الزعتر السوري بأسلوب عضوي، وأكد مدير زراعة اللاذقية المهندس باسم دوبا لـ”تشرين” أن مدارس المزارعين الحقلية العضوية حققت نجاحاً ملحوظاً في هذا المجال، موضحاً أن السبب وراء اختيار الزعتر السوري هو أنه يناسب البيئة المحلية، ناهيك بأنه مطلوب في الأسواق المحلية والدولية.

وأشار دوبا إلى قيام دائرة الزراعة العضوية بمديرية الزراعة، بتجربة نوعية لمدرسة النباتات الطبية والعطرية العضوية في بلدة المزيرعة بالتعاون مع المزارعين.

وفي هذا الصدد، بينت الدكتورة غيداء بركات رئيسة الدائرة لـ”تشرين” أن النباتات الطبية والعطرية تعد من أقدم المجموعات النباتية التي عرفها واستخدمها الإنسان على مر العصور في أغراض شتى كدواء وغذاء، والاهتمام العالمي متزايد بالنباتات الطبية وتزداد أهميتها الاقتصادية بشكل مستمر، إضافة لوجود مقومات لازدهار زراعة النباتات العطرية والطبية في اللاذقية من ناحية البيئة الجغرافية الملائمة لنمو عدد كبير من الأنواع النباتية الطبية والعطرية المختلفة.

كما أشارت بركات إلى توفر مساحات لا بأس بها من الأراضي المهملة أو القابلة للاستصلاح، التي يمكن استغلالها في مجال إنتاج النباتات الطبية والعطرية على اعتبارها من الأنواع المحلية البرية، التي تتميز بالمرونة البيئية والقدرة على تحمّل الإجهادات البيئية، وخاصة نقص المياه وفقر التربة، لافتة إلى توفر الأيدي العاملة الماهرة والمدربة على عمليات الزراعة والجمع والتسويق.

وأكدت بركات أن التحول بزراعة النباتات الطبية والعطرية إلى نظام الإنتاج العضوي، وخاصة في مناطق الهضاب، سيرفع من قيمتها ويفتح مجال تصديرها بالقيمة الفعلية التي تستحقها، وسيعطي للمزارع فرصة للتصدير (خام، مقطرات، زيوت)، ما يحقق مردودية اقتصادية عالية، مضيفة: في الوقت ذاته من شأنه التخفيف من الضغط على النباتات الطبية البرية (الجمع البري العشوائي)، التي أصبحت تعاني بالفعل من نقص بمساحة رقعة الانتشار, ووصل البعض منها لدرجة التهديد بالانقراض، كما  يسهم ذلك في استغلال الحيازات المهملة، ما يحقق فوائد بيئية بتوفير المياه التي تتطلبها بقية المحاصيل كالتبغ أو الخضار.

وبينت بركات أنه بالتعاون مع دائرة الإرشاد الزراعي، تم تنفيذ مدرسة التحول إلى نظام الإنتاج العضوي للنباتات الطبية والعطرية في بلدة المزيرعة بإشراف المشرف الفني وعلى مدى موسم زراعي كامل، وذلك لتغطية كل مراحل العمل، ونفذ هذه المدرسة عدد من المزارعين، فهي تناسب واقع الحيازات الصغيرة في اللاذقية، وتحقق ميزات عدة، ما يضع ركيزة لاحقاً لكل المزارعين الذين اتبعوا المدرسة العضوية، وأنتجوا الزعتر وفق نظام الإنتاج العضوي.

وإذ أكدت بركات حماس المجتمع المحلي لهذه الزراعات، فإنها أشارت إلى مساهمة أحد المتطوعين في تقديم الدعم المادي لكل المزارعين المشاركين في المدرسة وعددهم 14 مزارعاً من خلال تأمين شراء الشتول اللازمة (5000 شتلة)، ما ساهم في إمكانية تطبيق مفاهيم ومبادئ الزراعة العضوية للزعتر بنوعيه الخليلي والسوري، بدءاً من نقطة الزراعة الأولى وتجهيز الأرض والشتول في 14 مزرعة صغيرة معاً.

وتواصلت “تشرين” مع أحد مزارعي المدرسة العضوية لتجهيز الشتول وفق معايير نظام الإنتاج العضوي، حيث أكد أنه تم تأمين شتول الزعتر المنتجة وفق مبادىء نظام الإنتاج العضوي بحضور المشرف الفني والمشرف الإرشادي والمتطوع من المجتمع المحلي وتوزيعها على مزارعي المدرسة والإشراف الفني على زراعتها، وأشار المزارع إلى استمرار المدرسة بتقديم كل الدعم الفني اللازم للمزارعين لاستكمال البرنامج التدريبي وإنتاج الزعتر وفق معايير الإنتاج العضوي.

بدوره، قال المزارع أحمد حسن إنه زرع مساحة 500 متر مربع، وأعطت إنتاجاً جيداً كماً ونوعاً بفضل دعم دائرة الإنتاج العضوي بمديرية الزراعة، والحصول على السماد العضوي من معمل المزيرعة العضوي، مؤكداً استمراره بزراعة الزعتر السوري، في الوقت الذي تكفلت فيه مديرية الزراعة بتسويق المنتج.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار