في وداع المؤرّخ عجاج ميخائيل عازرالزهر

تشرين- رنا بغدان:
ودّعت صيدنايا من ديرها الشامخ مؤخراً ابنها البار الباحث والمؤرخ والموثق عجاج ميخائيل عازر الزهر وداعاً مهيباً يليق بمن التزم بتوثيق جميع معالمها، التاريخية وأوابدها ومعابدها وماضيها وحاضرها وأهميتها الدينية والسياحية.. كما أقيم له منذ أيام حفل تأبين بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاته شاركت فيه شخصيات أدبية وفكرية وسياسية ودينية وشعبية ذكرت مناقبه العطرة, وتمّ عرض فيلم فيديو يصوّر السيرة الذاتية للراحل «الزهر», وقبل نهاية الحفل الحاشد الذي اختتم بكلمة لآل الفقيد تمّ عرض فيلم فيديو لصور وتسجيل صوتي من القدس الحبيبة لسيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس قال فيه:
وأنتم تلتقون في كنيسة دير صيدنايا في هذه البقعة المقدسة في العالم التي تباركها الأديار وترفع فيها الصلوات والأدعية إلى الله في كل حين, نبعث كلمتنا هذه من القدس لتلتقي المقدسات وتشير إلى عراقة وجودنا وحضورنا في هذا المشرق العربي, فكلنا قرأنا الكتب التي ألفها وسطّرها انطلاقاً من إيمانه المتقد وعشقه لسورية ومقدساتها وانتمائه الأصيل النقي لها, ونحن اليوم في تأبين وتكريم فقيدنا الكبير نعزّي العائلتين الصغيرة والكبيرة، ونؤكد أننا نفتخر في كنيستنا المقدسة بهذه الشخصيات وهذه الأعلام التي كان الفقيد علماً من أعلام أنطاكية وصيدنايا بشكل خاص، وهو اليوم ذكراه لم تزل باقية لأنه ترك لنا بصمات وأثراً طيباً, وقد أتيحت لي الفرصة أن أتعرّف عليه في عدة مناسبات، وكان يهديني بعضاً من كتبه الجزيلة الثمن عندما كنت آتي إلى دمشق مشاركاً في مؤتمرات وندوات كان أهمها ندوة حول «عراقة الحضور المسيحي في فلسطين», واليوم أبعث بتحية مقدسية عطرة من رحاب كنيسة القيامة ومن رحاب القدس التي تزينها القباب والأسوار والأبواب العتيقة حاملة تاريخنا المجيد ومنها أبعث بتحية الوفاء والمحبة والتقدير إلى سورية الأبية رئيساً وجيشاً وشعباً وكنيسة أنطاكية شقيقة.
يذكر أن المؤرخ عجاج ميخائيل عازر الزهر ولد ونشأ في «صيدنايا» من محافظة ريف دمشق في العام 1942م. وكان جزيل العطاء لها, فقد تركزت أكثر مقالاته عن «يقونة الشرق صيدنايا», ولم تقتصر كتاباته على بلدته بل كتب وقدم الكثير عن الوطن الغالي سورية وعن القلمون بمدنه وبلداته وقراه.. نال الإجازة في الحقوق من جامعة دمشق عام 1965م, وشارك في معظم المهرجانات والمنتديات والمهرجانات الخطابية والندوات التي أقيمت داخل صيدنايا وخارجها, عمل العديد من الأعمال وتنقل في الكثير من المناصب، كما عمل عدة سنوات محرراً وكاتباً في صحيفة «صوت الشعب», كتب وقدم عدداً من المقالات عن القامات العلمية والأدبية والاجتماعية في صيدنايا ممن تركوا بصمات في مجال العلم والثقافة والبناء, كما كتب عشرات المقالات في قوانين العمل والإدارة، نشرت في الصحافة المحلية وبعض المجلات, وأجري معه العديد من المقابلات واللقاءات الإذاعية وفي محطات التلفزة السورية والعربية.
كما ترك مؤلفات مطبوعة نذكرمنها: صيدنايا أيقونة الشرق, دير الشيروبيم في صيدنايا, الدكتور عبده مراد عالم الليزر .., التعاون والحركة التعاونية في صيدنايا, دير القديس جاورجيوس في صيدنايا, دير سيدة صيدنايا, زغاريد و غناني, دليل عمل مفتش التأشير في الجهاز المركزي للرقابة المالية… أما مؤلفاته المخطوطة فنذكربعضاً منها وهي: صيدنايا التاريخ, صور.. خواطر وذكريات, كتاب تضمن بعض مقالاته في صحيفة صوت الشعب.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار