فجوة الواقع والطموح «ترشق» خريجي جامعاتنا بالخيبة.. أختصاصي اجتماعي يقترح حملات توعية قبل اختيار الاختصاص العلمي

تشرين – جنى طحطح:

حلمُ غد يسايرُ عثرات أمسِهِ، لقد اعتدنا الروتين منذُ أول استشرافة للمستقبل نردد سأكون طبيباً أو مهندساً ولم نعلم أنهما اختصاصان جزء لا يتجزأ من آفاق الاختصاصات اللا محدودة…كما أنهم لم يعلموننا أن الأحلام لا تنحصر بهما فقط.

بالفعل تغيرت أولويات الحياة ومجتمعاتنا تحرص على أن تواكبُ التطور والتكنولوجيا وتلاحق منتجاتها الكثيفة، كما أن الدراسات الحديثة تفرض تفاصيلها التي تخبرنا بأن ملامح سوق العمل العالمي تتغير وقوامه يتبدل مع تطور التكنولوجيا الحديثة المتسارعة.

لا نهمش فكرة أن الطب مهنةٌ لا تموت وأن كل جزء من المجتمع يتطلب احتياجاته ولكن مفاهيم الحياة تطورت على آفاقٍ أبعد من مدى رغبة الأهل في تحديد مصير أبنائهم، كما أن المهندس يحترف عِلمَهُ خمس سنوات ليكون في نهاية المطاف مهنياً موظفاً..أي ليس الطبيب والمهندس هما خيارا الخلاص، بل

هناك اختصاصات شتى توفر لأصحابها عيشاً كريماً وآمناً مادياً.

لكن اعتاد العقل البشري على أن يرى النصف الممتلئ من الكأس

هناك للشغف والطموح الخيار الأول، ثم النظر إلى حاجة سوق العمل الحالية وماذا يتطلب، فاستحقاقات المستقبل لاتنتظر نظرة مجتمعية ثابتة وقديمة.

في عالم اليوم هناك الكثير من المنصات التعليمية تشرح كل اختصاص وحاجتنا إليه كما أن دراسات الجامعات الأمريكية أكدت بإنشائها لكلية تكنولوجيا المعلومات أهمية التكنولوجيا لجهة الاستجابة لحاجة سوق العمل إليها بشكل كبير، كما أنها عامل أساسي في حياتنا اليومية، وبحسب ما نشر موقع weforum. Org بآخر تحديث له أن هناك أكثر من أربعة ملايين وظيفة ستختفي ويحل مكانها وظائف جديدة وهذا يحركه مؤشر التكنولوجيا..فلماذا ندور في مجتمعاتنا بحلقة مفرغة؟

يقول الدكتور” أحمد الاصغر” وهو دكتور في علم الاجتماع: هناك عدة مشاكل تواجه سوق العمل وبدايةً التخصص حيث أن هناك عدة تخصصات جديدة تفرضها السوق، فيما الجامعات محافظة على تخصصاتها التقليدية.

وتتعقد المشكلة أكثر في ظل عدم تجاوب القطاع الخاص وسوق العمل التي يتيحها، للتعاون مع الجامعات والتشبيك معها بما يتكفل ربط الخريج بمهنته.. وهذه يراها البعض فجوة ناتجة عن قلة الوعي والادراك بشأن أهمية الاستفادة من الجامعات.

كما ختم قائلاً يجب أن يكون هناك إرشاد أكاديمي دراسي حول الرغبة والتخصص كي لا تنفصل الهواية عن المهنة.

فعندما نقف مكتوفي الأيدي نطالب بفرص عمل، ينبغي أن نعود لخياراتنا التي اودت بنا إلى هنا فنحن نؤقلم حياتنا حسب المكان الذي نعيش به والظروف المحيطة بنا.

والأفضل أن تقام حملات توعية للطلاب وخاصة في مرحلة تحديد المصير، والمستقبل الذي يُبنى على قرارٍ واحد، فحملات المرحلة قبل الجامعية ضرورية للشرح والتحفيز والتوسيع حول كل اختصاص لإدراك توجه الطالب واستثمار قدراته بالمجال المطلوب.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار