التجويع في «يوم الغذاء العالمي» !!

‏يصادف اليوم (يوم الغذاء العالمي) وبهذه المناسبة، فإن الضجيج الأمريكي يصم الآذان حول أهمية العمل الدولي لمواجهة الجوع، حيث تقول الأرقام إن هناك أكثر من 198مليون إنسان جائع. طبعاً الصراخ الدعائي الأمريكي حول الغذاء والجوع، يظهر الإدارة الأمريكية و كأنها أحد (أنبياء) الإغاثة الذين لا ينامون إذا كان هناك إنسان ينام جائعاً. وفي تصريحات (سامنثا باور) مديرة الوكالة الأمريكية للمعونة، وبيانات الخارجية الأمريكية حول هذا اليوم- للحديث عن المناسبة – الكثير من وقاحة طمس الحقائق، وتبييض الصفحات الأمريكية، وتغطية جرائم التجويع التي تقوم بها، وإخفاء ما تتسبب به السياسات الأمريكية من جوع وعطش وتشريد لشعوب بأكملها

‏من المفارقات ما فعلته الإدارة الأمريكية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة قبل شهر تقريباً حيث جمعت عدداً كبيراً من الدول في ( مؤتمر للأمن الغذائي) ‏وطبعاً من تابع مجرياته و ما جرى فيه. يجد أن أمريكا ومن يدور في فلكها وكأنهم موزعو خيرات على العالم كي لا يجوع. خاصة الاتفاق الذي صدر عن هذا المؤتمر والذي سمي( خريطة الطريق للأمن الغذائي الدولي) والذي نصت إحدى فقراته بشكل واضح على ضرورة عدم الالتزام بأي إجراءات تمنع إنتاج أو وصول الغذاء إلى محتاجيه، وفي هذه النقطة جوهر الوقاحة ؛ هل نسي العالم أن واشنطن هي من اخترع سياسة العقوبات الأحادية، القائمة على محاصرة البلاد وشعوبها اقتصادياً، لدفعها إلى الجوع والبرد والتخلف، أملاً في أن يؤدي الجوع إلى الركوع؟؟ أليست واشنطن من يسرق النفط السوري وينهب قمح سورية؟؟؟ أليست الإدارة الأمريكية من دعم الفوضى والإر*هاب في سورية والمنطقة العربية تحت شعار الربيع العربي؟؟؟ والسؤال الجوهري في يوم الغذاء العالمي أين موقع العقوبات الأمريكية في خريطة الأمن الغذائي الدولي؟؟؟!!

‏إن الحديث اليوم عن الغذاء و تضخيم قصة (اليوم العالمي للغذاء) كلمة حق يراد بها باطلاً، لأن أمريكا تريد من هذه المناسبه تضخيم اتهامها لروسيا بالتسبب بأزمة الغذاء. ‏علماً أن الاستفزاز الأطلسي الذي قادته واشنطن هو من أشعل الحرب، وحتى الاحتفال بهذا اليوم أمريكياً عنوانه ( شيطنة روسيا ) واستخدام المناسبة في حرب أمريكا لاستمرار سيطرتها وهيمنتها على الغذاء والطاقة و القرار السياسي في العالم، مع إن الادارة الأمريكية هي المتسبب في معظم الحروب والأزمات المولده للجوع، تمارس التجويع حتى على هامش الحروب وفي فترات السكون عبر العقوبات المولدة للجوع، وبوساطة الحصار القاتل بالتجويع.

‏إنه يوم الغذاء العالمي، وعلى العالم أن يدقق فيمن يتسبب بالجوع، ومن يمنع الغذاء عن محتاجيه، ومن يحرق ويسرق وينهب المحاصيل و الثروات.!!!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار