مجلس الشعب مطالبات و أمان
مؤسساتنا الرياضية بكوادرها الفعالة هي صرح من صروح هذا الوطن و دورها كبير ومهم في بنائه وتطوره، و هناك محطات وطنية كثيرة يتجسد فيها هذا الدور وتظهر مفاعيله، ولعلّ هذه الأيام التي سبقت انتخابات أعضاء مجلس الشعب كانت المحك والاختبار للشعور الوطني الجامع لدى أبناء الوطن ومنهم شريحة الرياضيين الذين عبّروا من خلال ممارستهم لحقهم الانتخابي أمس أنهم يترجمون إحساسهم بالوطنية بهذه المشاركة، باعتبار أنّ المواطنة هي التزام حقيقي معنوي ومادي كبير يجسد روح الانتماء و الغيرة على مصالح الوطن، وأن يشعر كلٌّ منّا أنه المعني بكل صغيرة أو كبيرة فيما يخص سلامة الوطن وتقدمه وازدهاره، وذلك بتعزيز وإظهار هذا الشعور والاندفاع نحو تقوية دعائم هذا الوطن المتمثلة بمؤسساته كلها، وبالشكل والطريقة التي تجعل ممارسة هذه المواطنة تعكس الصورة الجميلة والراقية على فهمنا والتزامنا بواجبنا أثناء ممارسة حقنا الدستوري على أرض الواقع، وذلك تبعًا لموقع المواطن الوظيفي والاجتماعي وقدرته على توجيه تلك المشاعر والأحاسيس إلى الجوانب الإيجابية التي تصب في الاتجاه الصحيح لبناء الوطن واستقراره.
و لعلّ ما لمسناه من المشاركة الفعالة في انتخابات مجلس الشعب بدورته التشريعية الرابعة في صناديق مبنى الاتحاد الرياضي العام مثلت الصورة الحقيقية للديمقراطية والحرية في انتخاب العضو الجيد والمؤتمن على أحلام وآمال الرياضيين وشرائحهم وأعطت لهذه المحطة الدستورية الانتخابية الهامة والضرورية أملاً جديداً في مسيرة بناء الدولة القوية بمؤسساتها المختلفة تحت مظلة القانون.
نتمنى أن تكون هذه المشاركة بانتخاب أعضاء مجلس الشعب بدورتها الرابعة القادمة نابعة من قناعة راسخة لدى الناخبين بمختلف شرائحهم، ولاسيما الرياضيين بأن ممارستهم الدستورية هذه هي من صميم واجباتهم و حقوقهم بالوقت نفسه للنهوض بالرياضة السورية، وتلبية احتياجات كوادرها، وكذلك لتحصين مؤسسات الدولة و إحياء لغة وثقافة المشاركة بالتشريع كطريقة وأسلوب حضاري للممارسة الديمقراطية وتنظيم السلطات بما يكفل الدفع باتجاه التقدم و التطور على أسس دستورية و قانونية.