السياحة في اللاذقية.. «ناس بسمنة وناس بزيت»
باسمة إسماعيل:
موسم سياحي شبه معدوم هذا العام في اللاذقية، وتراجع في عدد المصطافين القادمين من المحافظات الأخرى وحتى من اللاذقية نفسها، إذ لم تتجاوز نسبة الحجوزات في الشاليهات ١٠% حسب ما قال أصحاب شاليهات، في كل من وادي قنديل ورأس البسيط طريق البدروسية- الشاطئ الأزرق، وأصحاب خيم في هذه المناطق وفي الشقيفات بجبلة، لـ«تشرين»: الموسم السياحي للعام الحالي هو أسوأ موسم على الإطلاق منذ بداية الحرب الإرهابية.
وتساءل أصحاب الشاليهات: هل يعقل أن تفتقد محافظة سياحية في «عز موسمها السياحي» جميع خدمات السياحة من كهرباء ومياه، بالإضافة لنقص المحروقات، وأزمة مواصلات خاصة باتجاه المناطق السياحية، وأضافوا: كل ذلك أثر سلباً على موسم السياحة ومستثمريه، حيث تعد إيراداتهم السنوية من السياحة هي مصدر رزقهم لعام كامل، مدللين بأنه مَن يريد من أبناء المحافظة الذهاب إلى وادي قنديل أو البسيط، فإنه سيعرض عن الفكرة بسبب تخفيض مخصصات السرافيس للنصف يومي الجمعة والسبت، حتى أن باصات النقل الداخلي التي كانت تسيّر العام الفائت يومي الجمعة والسبت لكنها غابت عن الخطوط السياحية هذا العام.
كما أشاروا إلى أن مشكلة غلاءالمحروقات حالت دون مجيء المجموعات السياحية من المحافظات الأخرى، التي كان الاعتماد الأكبر عليها في المواسم السابقة، مبينين أن سياحة المحافظات محدودة جداً هذا العام وفردية.
وأكد أصحاب الشاليهات أنهم تكبدوا خسائر منذ بداية الموسم جراء العاصفة التي ضربت المحافظة، وحتى تاريخه لم يستطيعوا تعويض التكاليف والاستثمار، وهي مصدر عيشهم للعام كله، وعلى الأغلب لن يستطيعوا الاستثمار خلال الموسم القادم بعد أن تكبدوا خسائر لا قدرة لهم على تحملها.
أما بالنسبة لأسعار الإقامة ليلة واحدة في الشاليهات أو استئجار طاولة وكراسي تحت الخيم الشاطئية، فقد أكد مواطنون لـ«تشرين» أنها مقبولة مقارنة مع غلاء كل شيء، وخاصة بالمقارنة مع الإقامة في المنتجعات المصنفة «بالنجوم»، مستدركين: التقنين الكهربائي أرخى بثقله على أسعار الإقامة في الشاليهات التي تعد وجهة لأصحاب الدخل المحدود، حيث أصبحت تسعيرة الإقامة لا يتم تقييمها حسب العادة وفقاً للكسوة وموقعه نسق أول أو ثاني، فقط، وإنما بناء على اختيار شاليه مع تشغيل مولدة كهربائية أو مزود بطاقة شمسية، أو بدونها والخضوع للتقنين الكهربائي.
حتى تشغيل المولدة يتفاوت بين إنارة لمبات فقط أو الاستفادة من تشغيل الأجهزة الكهربائية وخاصة المكيفات، ففيما تتراوح تكلفة الإقامة ليوم واحد في شاليهات وادي قنديل إنارة فقط على المولدة بين ٧٥ – ١٠٠ الف، ترتفع تكلفة الإقامة لتتراوح بين ٢٠٠-٢٥٠ ألف ليرة في حال تم تشغيل الأجهزة الكهربائية.
إلى رأس البسيط، الشاليهات كلها تخضع للتقنين الكهربائي من دون مغريات كتشغيل مولدات أو وجود أجهزة طاقة شمسية، حيث تتراوح تكلفة الإقامة لليلة واحدة بين ٧٥-١٠٠ ألف.
تتنوع الخيارات أمام المصطافين الراغبين باستئجار الشاليهات على طريق الشاطئ الأزرق، فتكلفة الليلة الواحدة بدون مولدة تتراوح بين ٧٥- ١٠٠ ألف ليرة، في حين ترتفع التكلفة إلى ٢٠٠ الف ليرة مع تشغيل مولدة كهربائية.
وحسب أصحاب الشاليهات والخيم، الإقبال ضعيف منذ بداية الموسم حتى تاريخه، حتى أن المجموعات السياحية التي كانت تأتي باستمرار من محافظتي دمشق وحلب باتت قليلة جداً، بسبب قلة المحروقات.
مشيرين إلى أن أسعار الإقامة يتم تحديدها حسب موقع الشاليه وتتراوح بين ١٥٠ – ٢٥٠ ألفاً، اما سعر طاولة مع ٥ كراس فهو ما بين ٨ – ١٠ آلاف ليرة، علماً أن التعرفة هي ١٥ ألفاً، لكنهم خفضوا الأسعار لعدم وجود إقبال.
بدوره، ذكر إبراهيم محرز استشاري موارد بشرية وعلاقات عامة، أن الموسم السياحي يعد ضعيفاً جداً، مقارنة بالسنوات الأربع الماضية بسبب غلاء الأسعار وقلة المحروقات، حتى أن الغلاء جعل إقامة معظم الزبائن تقتصر على الإقامة فقط من دون أكل أو أي ميزات أخرى، باستثناء فئة قليلة جداً لا تتجاوز ٥% من ميسوري الحال.