أمين الدريوسي
فتح كمال كليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا النار على رئيس النظام وحزب العدالة والتنمية الحاكم، محملاً شركة «سادات» الأمنية المرتبطة بحكومة العدالة والتنمية المسؤولية عن وقوع أي حادث منذ الآن يهدد أمن الانتخابات المقرر إجراؤها عام 2023، وهو ما يفتح باباً واسعاً للتساؤل عن ماهية تلك التهديدات والدوافع وراءها.
كليتشدار أوغلو توجّه برفقة مجموعة من نواب حزبه إلى مقر شركة «سادات» في اسطنبول من أجل الحصول على معلومات من مسؤوليها بشأن الأنشطة التي تمارسها والموارد التي تدير بها أعمالها، إلا أن الشركة رفضت استقبالهم وإعطاء أي معلومات لهم، الأمر الذي دفع كليتشدار أوغلو إلى إصدار بيان صحفي أمام مقر الشركة المملوكة للضابط السابق عدنان تانريفيردي الذي كان يشغل حتى وقت قريب منصب مستشار رئيس النظام التركي ، قال فيه: «من الآن وصاعداً إذا حدث أي شيء يخل بأمن الانتخابات، فإن شركة سادات والسراي أردوغان يتحملان المسؤولية.. سادات منظمة شبه عسكرية تدرب الإر*هاب*يين على حرب غير تقليدية -قتال شوارع- بما في ذلك الغارات والكمائن والتدمير والاغتيال والإر*ها*ب، لن نسلم تركيا أبداً إلى هذه المنظمات أو الشركات شبه العسكرية».
وأشار كليتشدار أوغلو إلى الصلة الوثيقة بين رئيس النظام التركي وشركة «سادات»، قائلاً: «هذه المنظمة كانت تقدم لأردوغان خدمات استشارية حتى وقت قريب، وهنا أود أن أسأل أردوغان: لماذا اتخذت من رئيس هذه المنظمة مستشاراً لك، ولأي سبب؟ هل تعاملت مع هذه المنظمة؟ حتى الآن لم يقدم أردوغان أي معلومات عن هذا الموضوع».
وتابع زعيم المعارضة: «نحن قوميون و وطنيون، ولا نخاف من هذه المنظمة، بل الذين يخافون هم أولئك الذين لا يفتحون أبوابهم لنا. لقد جئنا إلى هنا للحصول على معلومات منهم، لكنهم لجؤوا إلى أوكارهم بسبب مخاوفهم، سيبذل حزب الشعب الجمهوري قصارى جهده لإجراء انتخابات ديمقراطية في هذا البلد، منظمات مثل «سادات»، أياً كانت، ستتحمل المسؤولية عن أي شيء يلقي بظلاله على الانتخابات».
وأثارت تصريحات كليتشدار أوغلو ضجة كبيرة في أوساط الرأي العام التركي والأوساط السياسية، وتصدرت أجندة تركيا، وأصبحت القضية الأكثر تفاعلاً لدى المحللين السياسيين، إذ كشف رئيس تحرير موقع «خبردار» التركي سعيد صفاء، الذي يتميز بباعه الطويلة في متابعة قضية شركة «سادات»، أن كليتشدار أوغلو تلقى معلومات من الموظفين في الجهاز البيروقراطي بتحضير أردوغان لسيناريو فوضى دموية في البلاد من أجل التلاعب بنتائج الانتخابات القادمة.
وفيما يتعلق بهوية هؤلاء «الموظفين البيروقراطيين»، قال سعيد صفاء: إن الذين يزودون كليتشدار أوغلو بما يدور خلف الأبواب المغلقة يتألفون من المجموعات المختلفة للغاية، بمن فيهم المحافظون الذين يستاؤون من طريقة أردوغان في إدارة البلاد وخروجه على قواعد اللعبة الديمقراطية، إلى جانب موظفين ذوي انتماءات علمانية وقومية.