الكشف عن حالة نادرة ..(حمام منزلي) أثري داخل قلعة حلب
مصطفى رستم:
تمكنت إدارة قلعة حلب وأثناء حملة التعشيب التي تقوم بها للحي الغربي من قلعة حلب، من استكشاف حمام منزلي ضمن بيت سكني وبمتابعة من قبل المديرية العامة للآثار في حلب تم الكشف عن الموقع.
ولفت مدير قلعة حلب أحمد غريب النظر إلى أهمية هذا الاستكشاف لكون انتشار الحمامات المنزلية في تلك الفترة حالة نادرة، إذ غالباً ماكان الناس يعتمدون على ارتياد الحمامات العامة وحتى سبعينيات القرن الماضي، لكن يبدو أن هذا الحمام يعود لشخص ذي شأن في ذلك الحي، وخاصة أن حمام نور الدين في قلعة حلب لايبعد عن هذا الحي مسافة خمسين متراً.
وأضاف في حديثه ل”تشرين”: يتألف الحمام من حجرة صغيرة فرشت أرضيتها ببلاط كلسي أبيض وضم جرن اغتسال من الحجر البازلتي قمعي الشكل له في أسفله فتحة للتصريف ونُفذت للحمام قناة تصريف مربعة المقطع بنيت من حجارة وسُلطت باتجاه حفرة فنية ولايخفى أن هذا الحي كان يُقطن من قبل عناصر الجيش الانكشاري العثماني( جيش النخبة).
وأشار مدير القلعة إلى أن هذا الحمام المنزلي يضاف إلى المجموعة العمرانية الهامة لقلعة حلب والتي شهدت تراكماً حضارياً يؤكد الانبثاق الحضاري لهذا المَعلم الهام الذي يشكل الذاكرة البصرية لتراثنا الثقافي الهام.
كما يوجد في الحي العديد من المنازل والتي تهدمت نتيجة زلزال 1822 ميلادية ويتألف من أكثر من خمسين منزلاً وهناك اكتشاف لأساس برج تحصيني دائري الشكل يعود إلى عهد الدولة المرداسية والتي بدأت عام 1023م ونقش على أحد الحجارة لقب الملك صالح ابن مرداس، والنص هو( الإمامة أسد الدولة) والمعلوم أن هذا هو لقب صالح، وهذا الاستكشاف هام لكون قلعة حلب ومدينة حلب تخلو من أي عناصر معمارية تعود للدولة المرداسية ومكان هذا الأساس إلى الشمال الشرقي من مدخل القصر الملكي الأيوبي.