وادي الزيدي يعوم بالصرف الصحي والتلوث يضرُّ بصحة السكان
تصب شبكة الصرف الصحي لمعظم أحياء مدينة درعا في وادي الزيدي الذي يمرّ بمحاذاتها، والمشكلة أن المصب الرئيس ضمنه ومنذ أكثر من 10 سنوات يعاني انسدادات في أجزاء مختلفة على طول امتداده، ما يجعل المياه الآسنة تفيض منه وتعوم بالوادي مسببةً تلوثاً لا يحتمل في المحيط، وخاصة في الأحياء التي تطل عليه مباشرة من الطرفين والقريبة منه، ولاسيما كل من ” درعا البلد والسحاري وميسلون والضاحية” وغيرها.
منغصات لا تحتمل
وخلال لقاءات “تشرين” مع السكان في عدد من تلك الأحياء أشاروا إلى أنه مع ارتفاع درجات الحرارة بدأت منغصات التلوث في وادي الزيدي تظهر وتعكر صفو حياتهم, حيث إن الروائح الكريهة تزكم الأنوف والحشرات الضارة من بعوض وذباب تحوم أسراباً بين المنازل السكنية، حتى إن فتح أي نافذة أو باب وحتى الجلوس على الشرفات أصبح من المحرمات لأنه غير ممكن , وخاصةً مع انتشار الحشرات بأحجام كبيرة والتي لا تحتمل لسعاتها وخاصةً بالنسبة للأطفال.
مطالب بالحلول
وطالب العديد من الأهالي بضرورة حل المشكلة عبر تسليك المصب الرئيس واستبدال الأجزاء المخرّبة منه وجعله مغطى على طول مساره مع تعزيل “الريكارات” وصيانتها، علماً أن الوعود الكثيرة بالمعالجة من الجهات المعنية لم تحل المشكلة كاملةً، حيث لم يتم العمل سوى بمعالجة جزء من ذلك المصب , فيما بقي الجزء الأكبر مخرباً ومسدوداً بشكل جعل معظم سرير الوادي يعوم بمستنقعات آسنة من الصرف الصحي البغيض.
ري المزروعات بالمياه الآسنة
وهناك مشكلة ينبغي عدم إغفالها تتمثل بأن العديد من المزارعين يقومون بري مزروعاتهم بمياه الصرف الصحي، ولا يقتصر الأمر على أشجار الزيتون بل يشمل الخضراوات أيضاً, وهو أمر لا يعقل استمراره أو السكوت عنه لما له من منعكسات سلبية كبيرة على صحة الناس الذين يتناولون منتجات تلك المزروعات.
تلوث مياه الشرب
في الشأن نفسه يذكر أن شبكة الصرف الصحي ضمن معظم أحياء مدينة درعا تعاني انسدادات بشكل متكرر، ولا تخفى على أحد مشكلة تلوث مياه الشرب بمياه الصرف الصحي ضمن حي السبيل مؤخراً نتيجة سوء شبكة الصرف، والتي استدعت بحثاً وحفراً في مواقع متعددة لمدة أكثر من أسبوع حتى تم اكتشاف مكان التلوث ومعالجته، وذلك بعد أن كان قد خلّف إصابات بالتهاب الكبد لمئات السكان الذين ما زالوا يعانون من جراء ذلك ويخضعون للعلاج.
ضرورة التقييم
وذكر المهندس محمد المسالمة مدير عام مؤسسة مياه الشرب في درعا أن هناك حاجة ملحة لإعادة تقييم واقع شبكة الصرف الصحي على مستوى كامل مدينة درعا ومعالجتها بشكل جذري هي ومصبها الرئيس في وادي الزيدي، وذلك لإبعاد مخاطر تلويثها لمياه الشرب التي يمكن أن تحدث كما حدث في حي السبيل المشار إليه آنفاً بأي لحظة في حال عدم التدخل بمعالجة واقعها.
إعداد دراسات التأهيل
من جهته أوضح المهندس أمين العمري رئيس مجلس مدينة درعا أن المصب الرئيس ضمن وادي الزيدي تعرض لأضرار متفاوتة خلال سنوات الحرب ولم يكن متاحاً أثناءها إجراء أي صيانة له، لكن بعد أن تحسنت الظروف تمت كمرحلة أولى معالجة جزء من ذلك المصب، ولاسيما للمسافة الممتدة من جسم سدّ درعا وصولاً إلى الجسر القريب من حديقة حميدة الطاهر، أما بالنسبة للجزء المتبقي من عند الجسر المذكور وحتى موقع محطة المعالجة فتم إعداد دراسة لإعادة تأهيله، وتشمل تسليك الخط واستبدال الأجزاء المخربة منه وكذلك تعزيل الريكارات وصيانتها، وحالياً بانتظار طرحه على إحدى المنظمات الدولية لاعتماده وتنفيذه وخاصةً أنه يحتاج تكلفة عالية.
تنفيذ حسب الأولوية
أما لجهة معالجة شبكة الصرف الصحي التي تعاني انسدادات متكررة ضمن أحياء مدينة درعا، فأشار رئيس المجلس إلى أنها تحتاج خططاً لمعالجتها، من خلال الكشف على الريكارات ورفع منسوبها وتعزيلها توازياً مع تسليك خطوط الصرف الصحي لمنع انسداداتها، لافتاً إلى أن هذه الإجراءات مطلوبة في مختلف أحياء المدينة، وقد تم تكليف مجلس المدينة وشركة الصرف الصحي لإعداد الدراسات الفنية اللازمة لتنفيذ تلك الأعمال لاحقاً حسب الأولوية ورصد الاعتمادات.
لا يحتمل التأخير
أمام ما تقدم فإن معالجة واقع مشكلات شبكة الصرف الصحي ضمن أحياء مدينة درعا وكذلك الجزء المتبقي من المصب الرئيس ضمن أحياء مدينة درعا لا يحتمل مزيداً من التأخير، وينبغي الخروج من إطار إعداد الدراسات إلى حيّز التنفيذ الفعلي لرفع مخاطر التلوث عن السكان بأسرع وقت ممكن.