تكلفة العبوة أغلى من المنظفات والغش يتم في الورش المخفية
عرفت حماة صناعة المنظفات مطلع القرن الماضي بصناعة الصابون اليدوي وتطورت حتى وصلت إلى إحداث معامل كبيرة لها شهرة عالمية وقامت بتصدير منتجاتها إلى العديد من الدول الخارجية قبل إطباق الحصار الجائر على بلدنا.
يقول الصناعي معتز غندور صاحب إحدى المنشآت الخاصة بصناعة مختلف أنواع المنظفات أن عدد المعامل والمنشآت المرخصة أصولاً لصناعة المنظفات والمعاملة حالياً يزيد على ١٠ منشآت تؤمن جزءاً كبيراً من حاجة السوق المحلية في المحافظة و القطر، موضحاً أن تكلفة الإنتاج في السنوات الخمس الأخيرة تضاعفت عشرات المرات لأسباب عديدة من أهمها غلاء المواد والمحروقات وأجور النقل ورواتب العمال والرسوم المالية ومتممات الإنتاج، إذ إن سعر العبوة يكون في بعض الأحيان أغلى من المواد الموجودة بداخلها.
وذكر غندور أن مساحة الغش كبيرة في مجال المنظفات لمن يتخلى عن فطرته الإنسانية الطيبة وخاصة في الورشات المخفية والتي تتخذ من بعض الحارات الشعبية مراكز إنتاج لها بلا رقابة ولا تعتمد أي مواصفات والعمل بعشوائية وتقوم بإضافة ملح الطعام والمواد المالئة للمنظفات بهدف زيادة نسبة الربح، مشيراً إلى أن تكاليف التعبئة أيضاً مرتفعة ويباع سعر الكغ من أكياس النايلون بحدود ١١٥٠٠ ليرة ويحتاج المحل لاستهلاك ما بين ٤ و٥ كغ يومياً وهذه تكلفة إضافية.
وعن الأسعار للمنظفات النظامية حالياً بيّن غندور أن سعر الكغ من مسحوق الغسيل الآلي أو الرغوي يقدر بنحو ٤ آلاف ليرة للنوع الجيد وسائل غسيل الملابس ٣ آلاف ليرة وسائل الجلي بألفي ليرة والكغ من الصابون قطع ٣ آلاف ليرة وصابون الغار المحلي ٨ آلاف ليرة والذي يحوي مواد مستوردة ١١ ألف ليرة ومعجون الجلي بألفي ليرة.
وتجولت (تشرين) في أسواق حماة الرئيسة التي تتواجد فيها البسطات.. فقال أبو فاضل صاحب إحدى البسطات :إن المنظفات التي يبيعها بأسعار مخفضة يشتريها بسعر الجملة ويرضى بربح قليل أما المواد التي لا تحمل علامة تجارية (دوكما) فهي غير مضمونة وربحها أعلى وطلبها كبير لرخص أسعارها، فالكغ منها يباع ما بين ١٢٠٠ و١٥٠٠ ليرة.
والتقت (تشرين) عدداً من المستهلكين ومنهم أم فادي وعامر وفاديا وغادة ومحمد الذين قالوا إننا على علم بغش المواد الموجودة في الأسواق من المنظفات ولكننا نشتريها لأنها رخيصة ولا قدرة لنا على شراء ما يعرض في المحلات لأنها بأسعار مضاعفة وخاصة أن الأغلبية العظمى من الشعب محدودة الدخل أو عمال، والرواتب بالكاد تكفي يومين أو أكثر من الشهر ونسعى بقية الأيام لسد الرمق بأقل الموجود.