“التصيدل” تتفشى في اللاذقية.. ونقيب الصيادلة: نسبتها قليلة
تنتشر ظاهرة “التصيدل” في اللاذقية سواء في الريف أم المدينة، حيث يقوم صيادلة بتأجير شهاداتهم لأشخاص ليست لهم علاقة بمهنة الصيدلة ممن لم يجدوا فرص عمل، أو لعدم وجود رأسمال لفتح صيدلية.
وقالت صيدلانية ل”تشرين”: يستأجر شخص شهادة الصيدلية من أحد الخريجين، ويقوم بفتح الصيدلية على اسم الصيدلاني الأساسي ويمارس المهنة من دون علم أحد، مبينة أن هذه المشكلة سببها الأساسي الصيادلة أولا و النقابة ثانيا ، ملقية اللوم عليها لسماحها بهذه الممارسات.
وأضافت: “المتصيدل ” هو شخص لا يعلم شيئا عن الأدوية و الأمراض و الاستطباب و مضادات الاستطباب و التداخلات والجرعات وكيفية الإعطاء فهو لا يتعدى كونه شخصا متطفلا على المهنة ومن الممكن أن يبدل الأدوية حسب مصالحه، مشيرة إلى عدم اكتراثه بصحة المريض وحياته في سبيل الاتجار بما لديه.
وتابعت: من الممكن “للمتصيدل ” أن يبيع الدواء بسعر أقل من السعر الأصلي لعدم علمه بتعديل الأسعار الذي يطرأ بشكل دوري، حيث إن المريض يفاجأ بفرق السعر للدواء نفسه في غير صيدلية ما يسبب مشكلة وينظر المريض للصيدلاني على أنه نصب عليه وباعه بسعر أعلى.
أما تأثير ظاهرة “التصيدل” على بعض خريجي الصيدلة فقالت إحدى الخريجات: نحن نرغب بمزاولة المهنة إلا أن العديد من “المتصيدلين ” أخذوا أماكننا في بعض الصيدليات، فمثلا أنا خريجة وأرغب في فتح صيدلية ، ووجدت مكانا لفتحها لكن المشكلة عدم القدرة على ترخيص هذا المكان كصيدلية لوجود صيدلية أخرى على بعد أقل من ٥٠ مترا لشخص غير صيدلاني.
وأضافت: ناهيك بأن هناك بعض الصيادلة لا يستطيعون تحمل الدوام الكامل في الصيدلية، ولذلك يوظفون عندهم أشخاصا ليست لهم علاقة بالمهنة ، وبهذه الطريقة يتم حرمان صيادلة من فرصة عمل و بالوقت نفسه يسمح لشخص ليست له علاقة بالمهنة بأخذ هذه الفرصة والإساءة للمهنة.
بدوره، دلل أحد الصيادلة ببعض الأمثلة كشخص بحاجة لدواء للضغط و طلب من “المتصيدل ” الدواء الموصوف من الطبيب ولعدم وجود الدواء نفسه قام بتبديله بدواء بغير المادة الفعالة، والدواء الذي أعطاه للمريض شارفت مدة صلاحيته على الانتهاء، ويريد التخلص منه، مشيرا أيضا إلى قيام ” المتصيدل” بوصف دواء لمرضى يشرحون له أعراضا يشعرون بها من دون مراجعة طبيب، مؤكدا أن التشخيص وإعطاء دواء خاطئ قد يفاقمان الحالة المرضية.
من جهته، قال الدكتور محمود شبار نقيب صيادلة اللاذقية ل”تشرين”: إن ظاهرة “المتصيدلين” ضعيفة في المحافظة، صحيح أن هناك عددا ممن يعملون بهذه الطريقة لكن هذا العدد قليل، وتتم ملاحقتهم من اللجان المختصة في كل من نقابة الصيادلة ومديرية الصحة، إضافة إلى لجان مشتركة بين مديرية الصحة ونقابة الصيادلة التي تقوم بجولات دائمة.
وبين شبار أنه تم تنظيم العديد من الضبوط في هذا الشأن وتم تشميع صيدليات، إضافة لاتخاذ إجراءات صارمة بحق المخالفين ودفع مبالغ مالية كبيرة تتراوح بين مليون ومليون ونصف المليون ليرة، كما يتم تحويل الصيدلي الأساسي إلى مجلس التأديب، وتحويل الشخص الذي يمارس المهنة من دون شهادة إلى القضاء.
وأشار شبار إلى أنه تتم متابعة كل حالة على حدة وملاحقة كل المخالفات ومعاقبة المخالفين أصولا، وباب النقابة مفتوح في حال تقدم أي مواطن بشكوى تتم متابعة شكواه ومعالجتها.
وأضاف شبار : ظاهرة “التصيدل” في حال لم تتم مكافحتها لها تأثير معين، لكن في حال المتابعة والضبوط الرادعة سيتم القضاء عليها، وتابع: من غير الممكن أن يخاطر الصيدلاني بهذا الموضوع لأن الضرر عليه سيكون كبيرا.