الشهيد الحي نعيم حمدان : عاصرت الجبابرة
(٦ أيار عيد الشهداء)…لقد عاصرت الجبابرة… بهذه الكلمات بدأ الشهيد الحي نعيم حمدان كلماته مستذكراً رفاق السلاح الذين قضوا دفاعاً عن سيادة الوطن .
نعيم بطل من أبطال بواسل جيشنا الذين خاضوا المعارك في أكثر من بقعة على امتداد مساحة الوطن ، و وصول خبر استشهاده إلى عائلته في قرية يرتي بريف اللاذقية بدلاً من الشهيد لؤي عُقلة-ابن حي الميدان الدمشقي- إثر استهداف دبابته ، وتعود هذه الحادثة الى العام 2017.
وقال نعيم ل( تشرين) : في يوم من الأيام سأقص على ولدي حكايات مشرفة،سأخبره بأنني عاصرت الجبابرة، وعشت معهم ،حدثتهم وحدثوني.. مازحتهم و مازحوني..
سأحدثه عن أول شهدائنا في جسر الشغور،سأخبره عن البطل فداء أحمد( أبو يعرب) والبطل سمير العاصي…
سأخبره بأنني جاورت الأخوين البطلين جهاد القدار و أحمد القدار و بطل خان العسل تميم تامر.
سأخبره بشغف عن نوار حسون و وسيم صالح و جعفر بدور ويقظان مقصود..كيف أنهم كانوا زملاءَ مقاعد الدراسة..جمعتهم مدرسة واحدة و صف واحد و هدف واحد، و استشهدوا جميعاً ليحيى الوطن.
وأضاف : سأقص عليه و الدموع تملأ عيني أسطورة الشهيد البطل بشار مقصود في صراعه مع الحياة ،بشار الشاب البريء الطيب الخلوق.. سأخبره بكل فخر عن الشهيدين الأخوين يزن موسى و عيد موسى ، سأخبره عن الطيبة والإيثار في قصة البطل لؤي عقلة ابن حي الميدان الدمشقي ودبابته الصامدة.
سأحدثه عن شهيد العلم ..الشهيد المهندس فراس القدار..
سأخبره عن الأبطال عمار عليا و فادي عليا و طه عليا وسأوضح له بأن صلة الدم لم تكن كافية بين أفراد العائلة الواحدة..و إنما جمعتهم الشهادة كإخوة لا كأبناء عمومة..
سأخبره والحزن العميق يمزق قلبي كيف استشهد همام معروف و يوسف حمدان في مطار الطبقة.
سأحدث ولدي عن جعفر حمدان الإنسان الطيب الهادئ و صلاح حمدان..و علي موسى و يامن موسى..سأذكر له بطولات محمد فوزي و رامي محمد وغيرهم الكثير والكثير من الأساطير..
سأحدثه و الضحك يتداخل مع البكاء..عن دعاباتهم ..عن قصصهم الطريفة التي قصوها علي في يوم من الأيام.
سأخبره بكل شيء..عن صمودنا وعظمتنا و جبروتنا ،عن أعدائنا و حلفائنا…
أخبروا أطفالكم قصص أساطيرنا، أخبروهم أنكم وإياهم أحياء بفضلهم.
ليعلموا أننا لم نرضَ الذل أبداً، و ليعلموا بأننا قاتلنا أشرس الوحوش البشرية في أصعب الظروف .
أخبروهم بكل فخر بأننا قاومنا و صمدنا.
وختم بالقول : لا نحتاج ليوم في السنة ليذكرنا بما قدمتموه لأنكم لم ولن ترحلوا عن ذاكرتنا أبد الدهر.
تجدر الاشارة إلى أن قصة نعيم تتلخص بمايلي ، أنه وبعد أربعة أيامٍ من دفنه في مقبرة قريته، قُدّر لنعيم أن يعود حياً في اليوم الرابع لدفنه من خلال اتصالٍ هاتفي مع والده.
وكان نعيم شرح ل ( تشرين) تفاصيل ما حدث قائلاً: شنت الجماعات الإر*ها*بية هجوماً عنيفاً في الرابعة صباحاً ما أدى لانقسامنا إلى مجموعتين، مستهدفة في نفس الوقت برج التغطية ،ما خلق حالة من التوتر بسبب فقدان التغطية, استشهد صديقي لؤي عُقلة إثر استهداف دبابته و وصل خبر استشهادي بدلاً عنه، ووجه الشبه الكبير جداً بيني وبينه هو ما أثارَ اللغط الكبير .
مضيفاً: تمكنت بعد أيام من الاتصال مع أهلي لأتفاجأ بخبر استشهادي, وصلت القرية و زرت قبر صديقي بعد استقبال كبير يشهد صدق و محبة أهل قريتي( يرتي) ولهفتهم ومحبتهم التي لا يمكن وصفها .