القاضي المستشار أسامة غزال لـ ( تشرين): العفو رؤية إنسانية أصيلة ومتجذرة
يحقق مرسوم العفو التشريعي رقم 7للعام 2022 اتجاهاً مهماً نحو التماسك الاجتماعي، ويشكل منعطفاً قانونياً في الحياة القانونية السورية لشموليته وانتصاره لجوهر الإنسانية ،وتجديده التأكيد أن العفو والمصالحة ترسيخ لهوية السوريين المتسامحة حيث العفو رؤية إنسانية أصيلة ومتجذرة وانتصار لجوهر الإنسان.
و يعد المرسوم أيضاً تطوراً واضحاً في المشهد السياسي والاجتماعي واستكمالاً لمراسيم العفو السابقة التي رسمت خريطة اجتماعية موحدة وفتحت الأبواب أمام أحد أهم العناوين الاجتماعية للمرحلة الحالية وهي (الصفح) الذي يعد من شيم الأقوياء.
وقال القاضي المستشار أسامة غزال لـ ( تشرين): إن العفو إنتصار الإنسان على الحقد والكراهية والضغينة والأنانية وهو أيضاً حالة مركبة، اجتماعية، روحية ، إنسانية، عميقة نوقف فيها تدفق الحزن على من فقدناه، ونحصن قلوبنا من رياح الثأر، لنضمن لها طهرها من المشاعر السلبية الهدامة، ولنضمن للمجتمع اتجاهاً مضطرداً نحو النور.
وأضاف غزال : إن الثأر فكرة سامة، قاتلة، تغتال لحظاتنا، فكرة تعيش على دمنا، وتقتات به ، فكرة تستدعي المزيد من رائحة الدم، والمزيد من الحقد والبغضاء، وهي – فوق ذلك – لا تبني، و لا تعيد عزيزاً ،إن الثأر نظرة سوداء إلى الماضي والمستقبل، والعفو رؤية إنسانية أصيلة متجذرة منيرة.
وأوضح غزال أنه منذ أكثر من ألفي عام قال السيد المسيح عليه السلام: أحبوا أعداءكم . وقال تعالى في القرآن الكريم: “خذ العفو واؤمر بالعرف” .ولهذا طالبنا السيد المسيح عليه السلام بأن نحب أعداءنا ،وأمرنا القرآن الكريم أن نأخذ بالعفو.
وبالاستناد إلى ذلك دأب السيد الرئيس بشار الأسد على المصالحة بين السوريين ، لأن المصالحة والتسامح بين السوريين هي انتصار لسوريتهم ،وانتصار لعمقهم المسيحي – الإسلامي، كما هي انتصار لجوهر إنسانيتهم .
وقال غزال: إن الرئيس الأسد يدرك بنفاذ بصيرته وعمق رؤيته الاستراتيجية أن المصالحة بين الأبناء السوريين هي صلاح لسورية، واستئناف لمسيرة نهوضها، وترسيخ عميق لهوية السوريين المتسامحة ،ومن هنا يكافح شرفاء الوطن لتفويت الفرصة على أعداء سورية الراقصين طرباً على الدم السوري، وشعارنا اليوم أن نتصارح، وأن نتسامح، وأن نتصالح، لنتابع المسيرة إلى النور، أي نتعالى على الجراح، و ننبذ الأحقاد والصغائر، وأن نحقن دماء السوريين، لأن المستفيد الوحيد من نهر الدم هم أعداء سورية .
وبالنسبة للنواحي القانونية للمرسوم أكد غزال أن هذا العفو هو الأول من نوعه لأنه لم يشترط أن يسلم المطلوب نفسه للعدالة كما كانت تنص عليه المراسيم السابقة وهو غير محدد المدة .
وقال: إن المرسوم لا يشمل الجرائم الواقعة على أمن الدولة المنصوص عنها في قانون العقوبات العام كجرائم الخطف والتخابر مع جهة أجنبية، كما لم يشمل الأجانب الذين ارتكبوا جرائم إرهابية على أرض سورية. أي إنه لا يشمل أي جرائم أخرى ، بل هو خاص فقط للجرائم الإرهابية شريطة عدم وجود قتل.
وكان السيد الرئيس بشار الأسد أصدر المرسوم التشريعي رقم 7 لعام 2022 القاضي بمنح عفو عام عن الجرائم الإرهابية المرتكبة من السوريين قبل تاريخ 30-4-2022.