هل المتغيرات المناخية أم السياسات الزراعية وراء تراجع إنتاجنا الزراعي؟
نظرا لشعور المزارعين وإحساسهم بضرورة التركيز هذا العام على زراعة أكبر قدر من المساحات الممكنة بمحصول القمح ، غامروا وأكثروا في تفاؤلهم بأن الحكومة قطعت وعداً على مسامعهم بأنها ستقدم كل ما يحتاجه المزارعون من أسمدة ومحروقات ومياه لمحصول القمح أولاً ولبقية المحاصيل ثانياً ، فزرعوا زيادة على الخطة الزراعية بحثاً عن المزيد من الإنتاج ، وكانت النتيجة أن كل دونم زرع زيادة على المخطط ليس له مخصصات من المحروقات كما حصل للمزارع فايز سلوم بمنطقة الغاب .
ما حصل لمحصول القمح هذا العام سيشكل عند حصاده وتسويقه صدمة كبيرة للجهات المعنية ، وسيكون أقل بكثير من العام الماضي والذي لم يتعدَّ الـ٣٦٥ ألف طن، ونحن الذين نريده بيادر توفيراً لشرائه بالقطع الأجنبي وتحصيناً لأمننا الغذائي .
يقول المزارعان مطانيوس عبد الله ودانيال جوهر من بلدة كفر بهم: غامرنا وزرعنا مساحات كبيرة من القمح لكننا لم نستطع سقايتها ، من شبكة ري حمص- حماة ولا وفَّر المعنيون لنا المخصصات الكافية من المحروقات لسقايتها من الآبار.
وأقسم عبد الله بأن هذا العام هو أكثر عام زرع فيه فلاحو كفر بهم القمح لكن لن يحصدوا قمحاً بل قشاً وهذا مؤسف جداً بل ومحزن .
وأضافا : إن لصق كل تقصير وعجز بالإنتاج بالظروف البيئية والمتغيرات المناخية ليس دائماً صحيحاً فالوضع الزراعي اليوم على صعيد أغلب المحاصيل لم يعد مطمئناً ، بل بات يهدد النظم البيئية والزراعية على نحو قد يبدل واقع إنتاجنا الذي كنا نتغنى به من الوفرة والتصدير إلى القلة والندرة ، وهذا لا يتمناه عاقل .
من ناحيته قال مدير زراعة حماة أشرف باكير : ما حصل هذا العام لمحصول القمح فقط بما يتعلق بتأخير توفير المياه لسقاية المحصول كان سبباً إشكالياً صعباً وخاصة أنه جاء في ذروة الحاجة لسقاية المحصول .
وأضاف: إن الجهات المعنية سعت لتوفير مستلزمات المحصول من أسمدة ومحروقات وفقاً لما هو متاح ، غير أن الانحباس الحراري وقلة الأمطار طوال شهري آذار ونيسان حالا دون إكمال فرحة المزارعين والمعنيين معاً .
يذكر أن إنتاج حماة من القمح العام الماضي والذي يسوقه فرع الحبوب كان ١١٠ آلاف طن عدا ما تم تسويقه لمؤسسة إكثار البذار ، وهو رقم قليل وضعيف جداً إذا ما قورن بالسنوات السابقة ، ونفس الرقم الإنتاجي توقعه مدير «السورية للحبوب» في حماة خالد جاكيش لهذا العام أي ١١٠ آلاف طن ،..فتشوا عن الأسباب وسنرى التداعيات.