في الذكرى الـ75 لميلاد «البعث».. استمرارية الدور الطليعيّ
نستحضر ذكرى تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي وسط مرحلة محلية وإقليمية ودولية مملوءة بالتحديات على مختلف الصعد، الأمر الذي يفرض بطبيعة الحال استكمال الحزب للدور الذي قام به منذ التأسيس عام 1947 وهو دور طليعي حرص عبر سني النضال على خدمة قضايا الأمة العربية ومصالحها.
ما تمر فيه الأمة العربية جمعاء حتّم على الحزب وفي جميع المراحل امتلاكه قدرة التطوير الذاتي وفق متطلبات كل مرحلة، وهو ما أكدت عليه القيادة المركزية للحزب، بحيث يستمر في مسك زمام الأمور مع البقاء عند مبادئه العامة والعريضة، فالتطوير الذاتي أساس تطوير الواقع لأنه لا يمكن لفكر جامد أن يؤثر على واقع مرن ومتحرك، وقد استطاع الحزب تطوير أدائه مع تمسكه الثابت بالقضايا الكبرى لأمته، كقضية فلسطين وتحرير الجولان، ومواجهة الصهيونية، وتأكيد العروبة جامعاً ثقافياً وتاريخياً لكل من يعيش على الأرض العربية.
على تلك القاعدة، وكما قال السيد الرئيس بشار الأسد: إن البعث هو قضية قبل أن يكون تنظيماً سياسياً ورسالة حضارية قبل أن يكون حزباً في السلطة، لذلك يواكب الحزب التطورات والظروف الموضوعية لتطوير الأدوات بما يتفق مع الواقع، فالمرحلة ليست فقط محصورة بالحرب على سورية، بل هي مرحلة متغيرات عالمية تتداخل فيها الساحات والاشتباكات والتشابكات الإقليمية والدولية والعالمية، وترتبط القضايا فيما بينها، لذلك فالمسؤولية اليوم كبيرة ولابد من أن تكون على قدر التطلعات والانتصار لقضايانا العادلة.
بالنظر إلى طبيعة الأحزاب، يجد الحزب في بيان له بمناسبة الذكرى أن أغلبية الأحزاب إمّا تعزل نفسها عن حركة الواقع الموضوعية، مؤطرة نفسها في أطر إيديولوجية جامدة (ديماغوجيا)، وإما تنصاع للواقع فتتخلى عن مبادئها وفق أطر براغماتية مبتذلة.. في الحالتين يضيع سمت تأثير الحزب على حركة التاريخ.. أما البعث فقد امتلك ميزات بنيوية عززت قدرته على الاستمرار، أحد أهم تلك المزايا كانت ظهور قائدين تاريخيين من صفوف الحزب، القائد المؤسس حافظ الأسد وقائد التصدي الكبير في وجه أعتى الحروب وأكثرها إرهابية، وقائد عملية التطوير والتحديث، الرفيق الأمين العام للحزب سيادة الرئيس بشار الأسد.
التطوير الذاتي الذي يحرص عليه الحزب ينطلق أساساً، من حرصه على المحافظة على المكتسبات التي حققها، سواء على المستوى الداخلي من حيث الانتقال من واقع الانقلابات والتجزئة إلى واقع الاستقرار السياسي والاقتصادي، وعلى المستوى الإقليمي دعم حركات التحرر والمقاومة بغض النظر عن توجهاتها السياسية وانتماءاتها الإيديولوجية، وشارك في الحرب العربية ضد الكيان الصهيوني في 48 وكذلك في 56 عندما سارع البعثيون لنجدة مصر في العدوان الثلاثي عليها وفي حرب 67 وبعد الهزيمة العربية الكبرى التي بدأت بالعدوان الاستباقي للكيان الصهيوني على مصر، سعى القائد الخالد حافظ الأسد وعبر تحالفه الوثيق مع السوفييت إلى إعادة بناء الجيش العربي السوري والتوسط لمصر من أجل إعادة بناء الجيش المصري كذلك، تمهيداً لحرب تشرين التحريرية وفيها أثبت البعث علمية طرحه لقانون حرية الأمة في سبيل بعثها، فتحرير ثلثي الجولان وعاصمته القنيطرة على يد بواسل الجيش العربي السوري كان أفضل رد على الرجعيين والعملاء العرب الذين كانوا ينعقون بأسطورة «الجيش الذي لا يقهر» وبأن العرب غير قادرين على تحرير شبر واحد من أرضهم.