البحث عن الأرخص كالذهاب من “تحت الدلف إلى تحت المزراب”
لم تعد لنا طاقة مطلقاً على تأمين حاجات أسرنا الغذائية وخصوصاً في شهر رمضان الفضيل بسبب الأسعار الكاوية التي لا ترحم فقيراً مطلقاً، هذا ما أشار إليه السيد أحمد الشعابين الذي أضاف: لم يبق للفقير أكلة متخصصة به، فسابقاً كان الفقير يلجأ لطبخة البندورة والبيض التي كانت أرخص ثمناً وضمن قدرته الشرائية أو المجدرة أو …الخ، أما الآن فهذه الأكلات وأمثالها أصبحت للأغنياء، إذ البندورة وصل سعر الكيلو منها 4000 ليرة والبيضة تباع ب500 ليرة وكذلك الأمر كيلو البرغل يصل بين ٥٥٠٠ وال٦ آلاف ليرة والعدس فوق السبعة آلاف ليرة هذا عدا البصل الذي وصل الكلغ منه لألف و خمسمئة ليرة وكذلك زيت الزيتون الذي وصل ليتره لخمسة عشر ألف ليرة بالحد الأدنى وهو ما تحتاجه طبخة المجدرة هذا عدا عن أن ٦٠٠ غرام لبن ب٢٢٠٠ ليرة فكيف للفقراء أن يأكلوا هكذا أكلات بظل هذه الأسعار .
مصطفى ياسين بيّن من جهته أن الأسعار أصبحت فوق المنطق والمعقول حتى وصلت اللا منطق واللا معقول، إذ كيلو الخيار ب ٤٠٠٠ ليرة في حده الأعلى وكذلك الباذنجان والكوسا فأين المنطق والمعقول بهذا ؟وبالتالي فهذه المواد محرمة على الموظفين وصغار الكسبة من الفقراء والمعدمين.
حامد أبو خليف أشار من جهته إلى أن كيلو المسبحة ب٧٠٠٠ ليرة وكيلو الفول باللبن والزيت ب٩٠٠٠ليرة والفول السادة غير محضر ب٤٠٠٠ ليرة فماذا بقي لنا أن نأكل كنا نلجأ لهذه المواد هرباً من الغلاء أما الآن فمن تحت الدلف لتحت المزراب وخصوصاً إذا علمنا أن كيلو الليمون وصل سعره ل١٧٠٠ ليرة في حده الأعلى والثوم الأخضر بألفي ليرة والبصل من ١٠٠٠ إلى ١٥٠٠ ليرة وبالتالي ماذا نطعم أولادنا في رمضان ونحن من ذوي الدخل المحدود.
الطالب محمد البيك أشار من جهته إلى أن الطلاب الجامعيين وضعهم مزرٍ وخصوصاً في شهر رمضان في ظل الغلاء الفاحش بأسعار الخضار فكيلو البطاطا يتفاوت سعره بين 2500 ليرة إلى 2700 ليرة والفول الأخضر والزهرة ب1500 ليرة للكغ ومعلوم أن غالبية الطلبة تلجأ للأكلات الخفيفة كالبطاطا مع بيض والبندورة مع بيض وفي عملية حسابية لتكلفة الطبخة منها نجد أن البطاطا والبيض لخمس شباب تحتاج لكيلوين ونصف تقريباً 4750 ليرة تقريباً ولخمس بيضات ب2500 ليرة ليصبح المجموع 7250 ليرة إضافة للبصل والزيت وما تحتاجه هذه الأكلة أي إنها تحتاج لحدود 11 ألف ليرة بالحد الأدنى وقس على ذلك البندورة والبيض , وبالتالي فمن أين سيأتي الطلبة بهذه المبالغ ؟ وخصوصاً أن هناك أيضاً سحوراً برمضان وهناك فطور وغداء وعشاء في غير رمضان ومن أين سيأتي أهالينا بمصاريفنا في حال كان بالأسرة ثلاثة أو أربعة طلاب جامعيين لديهم وهم بالكاد يستطيعون تدبير مصاريف أسرهم إضافة لمأساة تأمين الخبز التي تأخذ من وقتنا على حساب دراستنا .
حسنة قويدر أشارت من جهتها لغلاء الملفوف الذي وصل سعر الكيلو منه ل1000 ليرة وكذلك الخس الذي وصل سعر الخسة الواحدة منه ل2000 ليرة أما الفليفلة فوصل الكلغ منها ل4000 ليرة وصحن البيض في أحسن حالاته وصل ل13500 ليرة أما السبانخ فالعشرة جرز ب2500 ليرة وهي لا تصنع سوى صحن سبانخ فقط وكذلك سعر الخبيزة أما القمر الدين لغاية السحور فسعره 2500 ليرة للعبوة الواحدة والتمر النوعيات الرديئة منه ب7000 ليرة فمن أين سنأتي بالدخل الذي يفي بهذه الحاجات وخصوصاً في رمضان علماً أن زوجي من ذوي الدخل المحدود .
ومتابعة لعمل دوريات حماية المستهلك في مدينة دمشق وإجراءاتها للسيطرة على أسعار المواد وخاصة الغذائية منها في هذا الشهر الفضيل أكد معاون مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق سامر شيحة أن المديرية ركزت في رقابتها على المواد الغذائية بالدرجة الأولى ومراقبة أسعارها من خلال دوريات متخصصة تم توجيهه بموجب مهام رسمية حيث تقوم الدوريات بطلب بيان كلفة ومقارنتها مع الأسعار المعلنة حيث تم تنظيم عشرات الضبوط لتقاضي أسعار زائدة وعدم الالتزام بالتسعيرة التي تضعها المديرية .
أما بما يتعلق بعمليات الاحتكار أكد شيحة على نوعية العمل الرقابي في هذا الجانب وملاحقة المخالفين من خلال دوريات تم تشكيلها لمراقبة المحال التجارية والمستودعات الكبيرة إلى جانب استمرار الرقابة على مدار الساعة حيث تم إغلاق العديد من المحال التجارية التي ضبطت تحتكر مواد غذائية وتمت مصادرتها وتسليمها للجهات المختصة بعد تنظيم الضبط التمويني اللازم وفق الأصول القانونية .
وأوضح شيحة أن المديرية عالجت الكثير من الشكاوى التي وردت إليها المتعلقة بالأسعار وتقاضي أسعار زائدة من قبل الفعاليات التجارية على اختلاف شرائحها .