كيف يسهم المجتمع الأهلي في المبادرات التشاركية تجاه مشروعات عامة ؟
“قوم تعاونوا ما غلبوا” الشعار الذي انطلق منه المجتمع الأهلي في مدنية جرمانا اليوم في المبادرة التشاركية لإعادة تأهيل حدائق المدينة، بالتعاون مع مجلس مدينة جرمانا وجمعية رواد البيئة، والبداية كانت من حديقة كرم حديد( أمام البلدية ) بتقليم وتفريد الأشجار، وتنظيف الأحواض وزراعتها وإنارة الحديقة وتأمين شبكة سقاية حديثة في الأيام المقبلة، إضافة إلى ترميم الأسوار والمقاعد، والعمال للسهر على حماية الحديقة من العبث والتخريب، ورعايتها بالشكل الأمثل لتكون متنفساً لسكان المدينة.
“تشرين” تابعت مراحل العمل اليوم في التقليم وتفريد الأشجار وترحيل المخلفات وتنظيف الحديقة، واستطلعت عدداً من الآراء في هذه المناسبة، وكانت البداية مع رئيس مجلس مدينة جرمانا المهندس فايز عزام، الذي كان من بين المشاركين في المبادرة، مؤكداً أن البلدية جزء من المجتمع الأهلي لتنظيف وتجميل الحدائق، بالاتفاق مع جمعية رواد البيئة في مدينة جرمانا، بعد أن كانت مهملة خلال السنوات السابقة، وهي المتنفس الطبيعي ضمن الغابة البيتونية للمدينة، كما سنقوم بجلب التربة لإعادة الزراعة في الحديقة بشكل أفضل، وتأمين الإضاءة المناسبة بالطاقة المتجددة مع شبكة ري تحافظ على المياه لمنع هدرها، وحمايتها من أيدي العابثين بها، ومخططنا تنفيذ العمل في أربع حدائق في المدينة.
وقال أحمد حميدي: الحديقة متنفس للمواطنين وبالتعاون مع جمعية البيئة والبلدية نعمل على إعادة تأهيلها وتنظيفها لتكون في متناول الجميع.
رئيس جمعية البيئة ماجد سلوم أكد أن مبادرة اليوم هي إحدى مبادرات الجمعية بالتعاون مع المجتمع الأهلي والبلدية، والسعي لتعميمها على جميع حدائق المدينة، فمن دون التكاتف للمجتمع الأهلي لا يمكن النجاح لأي مشروع، والحدائق هي متنفس لنا بعد الحرب القذرة على وطننا التي أدت للتلوث الجمالي والأخلاقي، وتالياً المبادرة هي إنقاذ للمساحات الخضراء من هذا التلوث، وإعادة تأهيلها من الجوانب جميعها تنظيف وإنارة على الطاقة الشمسية مع شبكة سقاية حديثة، كما سنقوم بوضع عدد من النصب التذكارية في الحديقة، وترميم الألعاب فيها، وفلاحة الأحواض وزراعة بعض الأشجار الجديدة، والحديقة الآن مقفلة لمدة شهرين لإتمام جميع أعمال الصيانة ، وسنقيم معرضاً للزهور في الحديقة في الفترة المقبلة لتكون بشكل مغاير لما كانت عليه سابقاً.
أضافت المهندسة الزراعية أليس رعد: نحرص على توجيه الجميع للأساليب المثلى في التقليم ومساعدتهم في هذا الجانب، ومنذ زمن ننتظر هذه الخطوة باتجاه الحديقة لأنها متنفس يجمعنا، مع تقديم برامج توعوية في المستقبل لأهمية العناية بالحدائق وعدم العبث بها، كي لا تذهب جهود الناس في العناية بها سدى.
وقالت السيدة لينا عريج إحدى المشاركات في المبادرة: أشعر بالسعادة مع المشاركين في حملة التنظيف للحدائق وتقليم الأشجار، فالحدائق تمدنا بالأوكسجين، وهي متنفس للحياة الطبيعية التي نحلم بها، ونأمل أن تكون حدائقنا في المدينة من أجمل الحدائق على مستوى سورية، وأن نلقى التعاون من المدارس المحيطة بنا في الحفاظ على الحديقة وعدم تسرب التلاميذ إلى الحديقة المحيطة بهم.
وبين غالب نصر الدين أهمية المشاركة في هذا اليوم من قبل الجميع من الناس الطيبين في مجتمعنا الفلاحي الذي يعرف قيمة الأرض وترابها الذي رواه الشهداء بدمائهم الطاهرة، فكانت اللحمة الوطنية في الدفاع عن الوطن وترابه الغالي، ولذلك علينا أن نعيد للأرض نشاطها وحيويتها، وخاصة حين تكون متنفساً جميلاً لنا، وواجهة للمدينة وللمجتمع الأهلي، ليجلس المرء فيها ويتناول فنجان القهوة عند الصباح مع زقزقة العصافير، فلنزرع البسمة على وجوهنا، ونعيد للطبيعة بسماتها لتكون خير ومحبة وكرامة لوطنا وأهلنا، ولنشجع على المبادرات الأهلية.