روسيا تتجه نحو عالم بديل لا سيطرة فيه للدولار
رغم فرض الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الحليفة لها عقوبات على روسيا بسبب عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا، فتلك العقوبات وبإجماع الكثير لن تؤثر بشكل كبير على موسكو ولن تتمكن من عزلها عن العالم، بل على العكس يمكن القول إن موسكو قد تتمكن من إنشاء عالم بديل حيث لا سلطة للدولار الأمريكي ولا قدرة للولايات المتحدة بفرض إملاءاتها على الآخرين.
حتى قبل بداية القرن الحادي والعشرين كانت روسيا على استعداد لقطع العلاقات مع الغرب، وبدأت بكل دقة وعناية بإنشاء فضاء بديل لا يلعب فيه الدولار الأمريكي دوراً مهيمناً وتكون فيه الدول قادرة على الانخراط في علاقات دولية فعّالة على أساس المساواة دون العبء الممل الناجم عن الاستعمار الأوروبي بعد عصر النهضة،لذلك استثمرت روسيا الوقت والمال لبناء نظام دعم عالمي في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية في وقت كان الغرب فيه لا يولي أدنى اهتمام لهذا الأمر.
ووفقاً لمجلة «أميركان ثينكر» الأمريكية، فقد لفتت إلى استثمار موسكو في مراكز إقليمية رئيسة في البرازيل وجنوب أفريقيا والصين والهند والعلاقات الجيدة التي تربطها بهذه الدول ما سمح بشكل غير مباشر بربط الاقتصادات الرئيسة في تحالف قوي بما يكفي لتحدي الغرب المرتبط بالدولار.
وفي الوقت الذي تعاملت فيه الولايات المتحدة مع العالم النامي على أنه عالم يوحي بالتعاطف إلا أنه مختلف تماماً، نجحت روسيا في بناء علاقة معه على قدم المساواة وربما هذا هو السبب في أن تصوير العالم الناطق باللغة الإنكليزية لروسيا كـ«معتدية» ليس له تأثير واسع النطاق فكل المنظمات التي طردت منها تسببت فقط في إثارة الغضب في دول العالم الثالث وساهمت في ظهور تكتلات مثل «بريك» سابقاً الذي تحول فيما بعد إلى «بريكس».
دول البريكس ستدعم بدورها أربعة اقتصادات أخرى هي المكسيك وإندونيسيا ونيجيريا وتركيا، وبهذا تكون روسيا أعدّت الأرضية بحكمة شديدة بحيث لا تتعثر علاقاتها مع العالم النامي في حالة انقطاع العلاقات مع الغرب.
وكانت الصين أعلنت الشهر الماضي أنها لا تستبعد استخدام الروبل واليوان في تعاملاتها في مجال موارد الطاقة مع روسيا بدلاً من الدولار الأمريكي.
يُشار إلى أن العقوبات المفروضة على روسيا أثرت على سلاسل التوريد في أنحاء العالم لتظهر مشكلات اقتصادية كبيرة في أوروبا والولايات المتحدة أدت إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود.