في الصيف ضيعت اللبن
ينطبق المثل القائل ” في الصيف ضيعت اللبن” على فوز منتخبنا الكروي الأول على المنتخب اللبناني ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم بعد أن خسر التأهل وأصبح الفوز “بلا طعم ولا رائحة” ، وبانتظار مباراته الأخيرة مع المنتخب العراقي يوم الثلاثاء القادم يكون منتخبنا قد أنهى مبارياته في التصفيات وخرج من “المولد بلا حمص”، وما يشفع لمنتخبنا في مباراته مع المنتخب اللبناني هو الأداء الرائع الذي ظهر فيه والمستوى الطيب الذي خرج به لاعبونا في هذه المباراة والذي كنا نتمنى أن يظهر بهما في بداية التصفيات وليس في نهايتها.
واللافت في هذه المباراة التشكيلية الشبابية التي لعب بها لاعبونا بغياب النجوم المحترفين الذين لم يكن لهم التأثير الإيجابي في المباريات الماضية والتي أدت إلى خسائر كارثية لمنتخبنا أبعدته عن جمهوره ومحبيه وأفقدته رونق الحماس وروح الفوز.
ولعلّ فوزه بثلاثية على المنتخب اللبناني ولو كان معنوياً ربما تكون البداية لانطلاقة واعدة لكرتنا في المستقبل القريب بعيداً عن المحسوبيات والمهاترات التي جرت وتجري الآن في كواليس اتحاد الكرة الذي يستعد للانتخابات الكروية القادمة .
وخاصة أن هذا الفوز جاء بعد 8 مباريات سابقة خسرنا فيها 6 مرات ، والذي يدعونا للتفاؤل الأهداف الملعوبة والجميلة التي تنم عن مستوى عالٍ من خط الهجوم المتمثل بالدالي والمرمور ومارديك مردكيان، وهنا بيت القصيد، والسؤال المبهم الذي ليس له إجابة حتى الآن من المسؤولين عن تدريب المنتخب لماذا تم إبعاد هؤلاء وظل الإصرار على نجوم محترفين تمت تجربتهم ولم يقدموا شيئاً في المباريات التي خاضوها.
لاشك في أن هذا الفوز جاء ممزوجاً بالمرارة والحزن الشديدين على ما فات من فرص لمنتخبنا وخاصة أن فرق مجموعته ليست بالمنتخبات الصعبة وليسوا أفضل من منتخبنا لو أن القائمين على إعداد المنتخب أدركوا هذه الحقيقة ولم يضيعوه في التفاصيل الصغيرة التي أرهقت اللاعبين وأبعدتهم مع جمهورهم عن أهم استحقاق كروي هام ألا هو التأهل إلى نهائيات كأس العالم.