الأوضاع المعيشية القاسية تترك بصماتها على هدايا عيد الأم

الظروف المعيشية القاسية جعلت الهدايا المعنوية هي الأكثر شيوعاً في هذا العام.
الموظفة أم سليمان تقول لـ”تشرين”: إنها تقدم هدايا معنوية وتستقبل مثلها، فالأم كبيرة لا تؤطر بهدية مادية أو بيوم محدد،إنها عطاء لا محدود ، وفي كل الأيام حتى بغيابها فإن روحها تحرس الأبناء ، وشاركتها الرأي زميلتها أم كرم التي قالت إنها تكتفي بمعايدة والدتها برسالة تنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي, إلى جانب هدية رمزية تتناسب مع دخلها المحدود، بينما كانت في السابق لا ترضى بهدية لأمها أقل من قطعة ذهبية.
وكذلك حال رباب التي اكتفت بإهداء والدتها قطعة ثياب عملت على ادخار ثمنها على مدى أشهر.
ولأن الجميع يعيش الظروف الاقتصادية القاسية أصبح الكثير من الأمهات يخبرن أبناءهن بأنهن لا يردن أي هدايا مادية, لمعرفتهن بظروف الأبناء، فالهدية أصبحت عبئاً ونوعاً من الكماليات في نظر الكثير من الأمهات وأولادهن.
في حين بينت الموظفة مها أنها كانت تشعر بالسعادة عندما تشتري, بينما الآن تشعر بغصة حقيقية لعجزها عن شراء أي شيء لوالدتها في عيد الأم.
وفي محاولة لاستطلاع آراء بعض الأزواج عما قدموه لزوجاتهم في عيد الأم قال الموظف زهير إنه تهرّب من معايدة زوجته في عيد الأم, هرباً من تقديم هدية لها، وإن شراء هدية لزوجته يعني أن تتحول إلى ثلاث هدايا دفعة واحدة لكلٍّ من والدته ووالدة زوجته, ولذلك تجاهل الموضوع وكأنه لم يكن.
ومع هذه الظروف الصعبة أصبح الكثير من الناس يتحدثون عن التعامل مع المناسبة بمضمونها كقول إحدى الأمهات إن عيد الأم ليس بالهدية, وإنما بزيارة الأبناء للأم, وأضافت: إن أغلب الناس لا يستطيعون شراء هدايا لأمهاتهم، وأصبحوا يستعيضون عنها بأشياء بسيطة ومعنوية.
تضيف الموظفة يسرى إن الأمور المعنوية لا تقل أهمية عن الهدايا, فالتعامل الطيب مع الوالدين هو الذي يجعل الأعياد مستمرة، فالأم طوال العام تقدم لأبنائها كل ما يحتاجونه لذلك تقديم هدية رمزية للأم شيء مهم، وبينت أنها انتظرت فترة التخفيضات في الأسعار لشراء هدية, واتفقت مع البائع على تسديد قيمتها على عدة دفعات.
وأضافت: قبل الأزمة كان أولادي صغاراً وأتقبل أي كلمة، أو عناقهم لي، أما اليوم كبر الأولاد ولكن الظروف المعيشية الصعبة تجعلني أقبل أي شيء منهم وأكتفي برسالة على مواقع التواصل الاجتماعي وهذا يشعرني بسعادة.
وفي جولة لـ”تشرين” على سوق في منطقة الميدان أكد صاحب محل ألبسة أن هناك فرقاً كبيراً بين عيد الأم لهذا العام والعام الماضي من حيث ارتفاع الأسعار و انخفاض حجم المبيعات، مشيراً إلى أن أكثر طلبات هذا العام هي قمصان النوم, وأضاف: أغلى هدية يصل سعرها لنحو 35 ألف ليرة, وأنه لا يوجد أقل من 15 ألف ليرة سورية.
وفي السياق نفسه يقول صاحب محل عسل, إن هذا العام شهد إقبالاً على طلب العسل كهدية في عيد الأم, لأن الناس أصبحت تفضل شراء ما يحقق فائدة غذائية مع صعوبة تأمين كل شيء.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار