الأم رمز العطاء والخير وحارسة الفرح وصائغة الحياة
المرأة هي المسؤولة عن تربية الأطفال وسبل العيش، فهي الخياطة وأول من صنع الأواني الفخارية، وضبطت وقتها في البحث عن الجذور والأعشاب التي تشفي الأمراض، وهي الطبيبة الأولى، وأول من يبني بيتاً ويصنع أثاثه، وفي التجارة التي تقايض منتجاتها بمنتجات الآخرين، وهي المسؤولة عن شعلة النار الموجودة في المعابد المقدسة، فعذراوات المعبد يحرسونها، ومن هنا نقول إن شعلة النار الأولى قد أوقدتها المرأة، وكانت أول حارس عليها وحافظاً لأسرارها.
يجب أن نميز بين عشتار الحب، وعشتار السوداء التي زرعت الحقد والكراهية والحرب في نفوس أبنائها وأزواجها.
مديرة المركز الثقافي في مدينة جرمانا الشاعرة عبير نادر قالت لـ(تشرين) مستعرضة تاريخ عيد الأم في هذه المناسبة العظيمة: الحادي والعشرون من آذار هو عيد الأم والانقلاب الربيعي.. عيد النيروز .. عيد الشعر، وكل الأعياد الجميلة في يوم واحد، ليس ذلك بغريب أبداً، فالانقلاب الربيعي رمز لعودة الحياة إلى الأرض والطبيعة والكون، بعد خريف وشتاء بارد.
الاحتفال بعيد الأم ليس في العصر الحديث فقط، بل يعود لأيام الرومان واليونانيين والمصريين، إذ كانوا يحتفلون بهذا اليوم بالآلهة، ويطوفون بالورود حول الأهرامات، ولكن أيام الاحتلال العثماني توقف الاحتفال بعيد الأم فترة طويلة، ليعود في العصر الحديث على يد الكاتب والأديب العظيم مصطفى أمين، إذ اشتكت إليه إحدى السيدات التي ترملت على ولدها، فعلمته حتى أصبح طبيباً، واشترت له منزلاً من تعبها وعرق جبينها، وعندما تزوج أهملها ونسيها تماماً، فأصيبت السيدة بمرض نفسي، واشتكت الكاتب العظيم مصطفى أمين الذي قدم طلباً للجامعة العربية ولمصر لعودة الاهتمام بهذا اليوم، من أجل جميع الأمهات اللواتي ينساهن أولادهن بعد أن يكبروا، فالأم هي رمز العطاء .. رمز الخير، الأم كالشجرة. هي رمز لكل شيء جميل، والحنان والوجود. طبعاً للأب عيد، وكلنا نحتفل بعيد الأب، ولكن التضحيات التي تقدمها الأم لا مثيل لها، فهي تمثل الحب اللا مشروط، والعطاء غير المشروط، وإنه لمكرمة عظيمة في الحقيقة أن يكون عيدها يوم عطلة رسمية، ليحتفل المسافرون والجميع بهذه الأم، فلكل أم ولكل عازبة ليس من الضروري أن تكون الأم متزوجة ولديها أطفال لأنها رمز العطاء والكون، والشجرة والطبيعة والسماء والشمس والضياء، فالأنوثة تولد ومعها هذه الرغبة، وهذا الحنان العظيم الذي يغمر الكل.
أضافت مديرة المركز الثقافي في الميدان الأديبة ليلى صعب : تتدفق العواطف في هذا اليوم عبر وسائل التواصل، فتخرج صور الأمهات من مخابئها، وتنتظم الكلمات عقوداً وقصائد، هل يكفيك يوماً في العام يا من تحملين الدهور والأيام على عاتقيك ، الأم هذا الكائن المجبول من ضوء، والمصنوع من عطاء تتقاسم الأمهات الكلمات والأمنيات، فنصفهن على قيد المعاناة يواجهن عواصف هذه الحياة الصعبة، ومعظمهن في رحاب الرحمن لا شيء في بيوتهن إلا الحنين، وكلهن يوقدن من وهج أرواحهن شمساً جديدة.
في هذا اليوم المقدس نقول كل يوم هو لك يا سيدة الضوء، ويا حارسة الفرح وصائغة الحياة، لكل أمٍّ على قيد الحياة أمنيات الأمان والفرح وراحة البال، ولكل أم فارقتنا الرحمة والرضوان، عسى أن تطوف أرواحكن حولنا في ليلة العيد وكل ليلة.
وإلى أمنا الأكبر..سورية وطننا الموجوع ..أيامك القادمة أجمل.
إلى من نسجنَ بُردة النصر بدمعهن ودماء أبنائهن ..أمهات الشهداء لكنَّ المجد والفضل من قبل ومن بعد، فكل عام وأنتن الأبهى والأجمل والأقوى.