برنامج تنموي طموح
(لنعود إلى إرثنا التاريخي ونستثمر مواردنا المتاحة من المخلفات الزراعية).
هذا ما أعلن عنه مؤخراً وزير الزراعة المهندس محمد حسان قطنا في حديثه عن برنامج تنموي في منطقة الغاب سيبدأ تنفيذه في 15 آذار الحالي، في إحدى القرى معتمداً على استخدام الموارد المحلية على مستوى القرية، من موارد زراعية أرضية ومائية ومخلفات زراعية وحيوانات، بعد الاجتماع مع السكان ومعرفة احتياجاتهم ورغباتهم في العمل لتحقيق الجدوى الاقتصادية، ودراسة المنطقة مناخياً على مستوى الموارد الأرضية ونوع الزراعات والدورات الزراعية.
اللافت في البرنامج التنموي الجديد، أنه يعتمد إنشاء وحدات صناعية متخصصة بالصناعات الغذائية، ولإنتاج الأسمدة العضوية من المخلفات الزراعية وما يعرف بالفيرمي كومبوست، ووحدة لإنتاج الأسمدة العضوية أيضاً وتخميرها،ووحدة لتدريب الإخوة الفلاحين على مجموعة المشاريع التنموية، وكذلك لتدريب النساء الريفيات على تصنيع المنتجات الغذائية، إضافة لربط هذه المنتجات بشركات لتسويق المنتجات.
إن سماد الفيرمي كومبوست، وهو ما أشارت له (تشرين) أكثر من مرة في أوقات سابقة، يعد من الأسمدة ذات الكفاءة الإنتاجية الأعلى من كفاءة أسمدة اليوريا بشكل مباشر، خاصة حين يستخدم للأشجار المثمرة والخضار، ففلاحنا مثقف وواع ويعرف الفوائد المتحققة من ذلك بحكم تجربته، وحسناً فعلت الوزارة تفعيل ذلك في إطار البحث عن البدائل المتوافرة، وهذا السماد يغني عن الأسمدة الكيميائية، ويحسن قوام التربة، كونه غني بالعناصر الكبرى والصغرى، والسائل الناتج عن الأحواض التي يتم من خلالها التصنيع يمكن استعماله كمبيد مهم لرش النباتات، أو ما يعرف بشاي الفيرمي كومبوست بعد معالجته، ويعد بديلاً للسماد الورقي، وللمبيدات الحشرية والفطرية، ويوفر تكاليف الرش ويقضي على المسببات المرضية، كما يمكن استخدام الفيرمي كومبوست في الزراعة المائية، كونها بحاجة لتركيب معين مناسب من الأسمدة لتوفر العناصر الكبرى والصغرى.
الفيرمي كومبوست حين يضاف للتربة لأربع سنوات متتالية لا حاجة إلى إضافة السماد في السنة الخامسة، لأن التربة ستكون قد امتلأت بالأحياء الدقيقة، كونه تراكمي ولا يضر بها، بعكس الأسمدة الكيميائية التي مع مرور الزمن ستضر التربة، وكذلك المزروعات وحجم وجودة الإنتاج الزراعي.
وإذا ما نجحنا في الابتعاد والاستغناء عن الأسمدة الكيميائية المسببة للكثير من الأمراض والسرطانات سنوفر المليارات من الليرات التي تصرف على تأمين تلك الأدوية والجرعات الكيميائية التي تعطى للمرضى.