لا قروض تُمنح بدير الزور ..!.. المصارف: عملنا يقتصر على تحصيل المُتعثر ونشكو قلة العاملين !!
أكد مديرو مصارف محافظة دير الزور أن لا قروض تُمنح حتى عقب تحريرها من قبضة الإرهاب ، ولمختلف أشكالها ، الأمر الذي لا يزال مثار تساؤلات مواطني المحافظة .
مديرة المصرف التجاري بشرى الصياح أشارت في تصريح لـ” تشرين ” إلى أنّ منح القروض متوقف وينحصر عمل مصرفها في تسوية أوضاع المُتعثر منها والتي وصلت أعدادها إلى 140 قرضاً ، توقف المنح ربطه مدير المصرف العقاري خالد عبد السلام بالوضع الأمني الذي يشمل محافظات أخرى ، مؤكداً اقتصار عمل العقاري أيضاً على التسوية للمتعثرين عن السداد ، علماً أنه منذ تحرير المحافظة وعمليات التسوية آنفة الذكر جارية ، وكان يجري بحسبه تسوية 35 قرضاً بمختلف صنوفها بشكل يومي ، فيما قلّت الآن مع ارتفاع معدلات التحصيل .
من جانبها مدير مصرف التسليف بدير الزور ريم علوني أشارت إلى أن عمل فرع التسليف يقتصر على عمليات التسوية حالياً ، آملة فتح منح القروض من جديد لكونها تُلبي احتياجات المواطنين في ظل الأوضاع المعيشيّة الصعبة التي يعيشونها ، وما أفرزته الأزمة من مُنعكسات سلبيّة طالت البشر والحجر .
علوني أوضحت مدى صعوبات المنح بالنظر لكون الكثير ممن اقترضوا لا تُعرف أوضاعهم ، فيما إذا كانوا في مناطق سيطرة الدولة السوريّة ، أم خارجها، أم هم خارج القطر ، مُبينةً أنّ المصرف يُتابع أوضاع المُتعثرين عن السداد ، وهنالك مخاطبات رفعت للجهات المعنيّة في القضاء والهجرة والجوازات بخصوص منع سفرهم بهدف تحصيل ما يترتب عليهم من التزامات ماليّة .
وشكت مدير التسليف قلة الموظفين لدى المصرف والذي يقتصر على 3 هم معنيون بأمر كهذا ، ناهيك بفقدان المقر نتيجة استهدافه من قبل المجموعات المسلحة ، ليتشارك مصرفها مع المصرف الصناعي مقره ضمن مساحة لا تتسع للأعمال التي يُنفذها ، أمّا مديرة مصرف التوفير نسرين حيزة فلفتت إلى توقف منح القروض لذوي الدخل المحدود ، عازيةً الأمر لصعوبات فنيّة ، ناهيك بالمقر المفقود والتجهيزات التي يتطلبها توجه كهذا ، ولا تنتهي تلك الصعوبات عند قلة العاملين والأهم هنا عدم توافر السيولة التي تؤهلنا للمباشرة بذلك ، فيما العمل جارٍ منذ العام 2018 على تحصيل القروض المُتعثرة والتي وصلت أعدادها إلى 2200 قرض حتى تاريخه لهذه الفئة .
” تشرين ” تواصلت مع مدير ماليّة دير الزور محمد كرك وسألته عن أسباب توقف منح القروض و لاسيما منها لذوي الدخل المحدود ، فأكد أن التوقف يشمل دير الزور إلى جانب ثلاث محافظات أخرى ، وبينما كشف عن وجود توجه لإعادة إطلاق منحها من جديد، متوقعاً ذلك في شهر نيسان القادم ، طالب كرك بالإسراع بذلك نظراً للتكدسات الماليّة المرتفعة في المصارف ، الأمر الذي يُفقد العملة قيمتها ، فتحريك الأموال هنا يعود بالفائدة على المصارف ، كما هو الحال بالنسبة للمقترضين .
مواطنون وعبر ” تشرين ” طالبوا بإعادة تفعيل منح القروض التي تُلبي حاجات الكثير منهم في ظل واقع عودة أعداد كبيرة من الأهالي لمناطقهم ، مُستغربين ما يُشاع عن ربط ذلك بالأوضاع الأمنيّة
، فمناطق سيطرة الدولة السوريّة تنعم بالأمن والأمان والحياة فيها تسير بشكل طبيعي وفي مختلف أشكالها.
هذا وتشكو مصارف دير الزور عدم وجود مقرات لها بعد التدمير الذي أصاب مقراتها القديمة ، ليحتضن العقاري في مبناه إضافةً له مصرفي التجاري والتوفير، فيما مقر المصرف الصناعي يضم إلى جانبه المصرف الزراعي والتسليف ، وشكوى قلة العاملين تكاد تكون حالة عامة لديها .