التبرع بالدم .. أكثر أماناً من الحجامة

كانت الحجامة تستخدم لعلاج بعض الأمراض سابقاً، لأنه لم يكن آنذاك ما يسمى بعملية سحب الدم من الأوردة والتبرع بالدم.
في هذه الأيام نلاحظ تهافت البعض من الناس لإجراء الحجامة التي حكي عنها أكثر بكثير مما تستحق، لأنه حتى الآن لم تثبت فعاليتها بعلاج أي من الأمراض.
د.هيثم زوباري اختصاصي تغذية وأعشاب طبية من الأكاديمية البريطانية يصف بأنه قد يكون للحجامة دوراً ثانوياً في بعض الأحيان، لذلك نقول بأن التبرع بالدم أفضل وأكثر أماناً وأهمية بالعلاج منها ؛ عدا عن كونها تشكل مصدراً لنقل الكثير من الأمراض، نتيجة التلوث الجرثومي أو الفيروسي، لعدم تعقيم مكان إجراء الحجامة في أكثر الأوقات، حيث تجرى ضمن محلات، صيدليات، منازل، أو عيادات بعض الأطباء غير المعلنة، ومن خلال استعمال الأدوات الخاصة بها، وخاصة الكاسات الزجاجية التي لا يمكن تعقيمها جيداً، وخاصة هذه الأيام مع انتشار فيروس الكورونا، والعديد من الأمراض الجرثومية، لذلك نذكر الجميع بضرورة الانتباه والحذر وعدم إجراؤها إلا ضمن غرف معقمة بشكل نظامي، حسب شروط وزارة الصحة تلافياً لأي عدوى، وخاصة فيروس التهاب الكبد والانفلونزا ( طبعاً لمن يرغب بإجرائها).
و فوائد التبرع بالدم أفضل من الحجامة لعدة أسباب، وهي أنه وبعد انتهاء عملية التبرع يتم حفظ الدم في بنوك خاصة، ويمكن استخدامه مستقبلاً أو بشكل مباشر بعد إجراء الفحوص اللازمة .
ويمكن للأشخاص التبرع بالدم فقط عندما يتمتعون بصحة جيدة، وقبل كل عملية تبرع تجرى العديد من الفحوصات الطبية مجاناً مما يعود على المتبرعين بفوائد كثيرة ؛ فعلى سبيل المثال: يتم إعلامهم فيما إذا تواجدت لديهم أي مشاكل في ضغط الدم، ما يساعدهم على تشخيص الأمراض بشكل مبكر قبل أن تشكل لديهم مضاعفات خطيرة.
وبعد عملية التبرع يتم فحص الدم على العديد من الأمراض المعدية، ويتم إعلام المتبرعين في حال تواجد أي اضطرابات أخرى.
كما يساعد التبرع الدوري بالدم على السيطرة على نسب الحديد في الجسم وتقليل الأخطار الناتجة عن الأمراض القلبية، فالحديد عنصر مهم وفعال لعمل الجسم ، إلا أن تواجده بكميات زائدة عن اللزوم قد يؤدي إلى حدوث مشاكل الأكسدة، التي تعد المسؤول الأول عن الإصابة بالشيخوخة المتزايدة والسكتات والجلطات القلبية.
كما أن التبرع بالدم وسيلة للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية، حيث يتم مراقبة ضغط الدم وقياس معدل النبض ودرجة حرارة الجسم ونسبة الخضاب، مما ينبهنا على المشكلات الصحية التي لم تكن في الحسبان.
يساهم التبرع بالدم كل مرة في حرق 660 كيلو كالوري ، الأمر الذي يساعد المتبرعين على التحكم في وزنهم.
وتتم عملية التبرع مرة واحدة وبشكل آمن كل ثلاثة أشهر، وهذا يعتمد على الوضع الصحي ونسب الحديد وخضاب الدم في الجسم.
ويقلل خطر الإصابة بالسرطان لأن ارتفاع كمية الحديد في الدم قد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان، ويعتقد العلماء بأن التبرع بالدم يساهم في الحد من نمو السرطانات في الجسم، ويساعد التبرع بالدم على إنتاج خلايا دموية جديدة، فبعد عملية التبرع يقوم الجسم بالعمل لتعويض خسارة الدم ما يؤدي إلى بدء عملية تكوين الخلايا الدموية الجديدة التي تساعد في الحفاظ على صحة جيدة.
لذلك يعد التبرع بالدم وسيلة مفيدة للحد من مشاكل القلب والكبد التي يسببها ارتفاع مستوى الحديد في الجسم. إن تناول الطعام الغني بالحديد يساهم في ارتفاع نسبته المتواجدة في الدم. يقوم الجسم بامتصاص كمية قليلة فقط من هذا الحديد ، أما الفائض فيتم تخزينه في القلب والبنكرياس والكبد، مما قد يزيد من فرص الإصابة بتشمع الكبد وفشل أداءه، (أمراض البنكرياس)، إضافة إلى الجلطات القلبية وعدم انتظام ضربات القلب.
التبرع بالدم مرة واحدة في السنة يساهم في تقليل خطر التعرض للإصابة بجلطة قلبية بنسبة 88٪، وذلك لأن هذه العملية تقوم بتخفيض نسب الحديد الزائدة في الجسم، والتي تقوم عادة بتضييق الأوعية الدموية والتسبب بالإصابة بالجلطة القلبية.
الطريق الأفضل لجعل الأوعية الدموية تعمل على أكمل وجه يكمن في التخلص من نسب الحديد العالية في الدم، وهذا فقط عبر عملية التبرع .
إذاً بمقارنة بسيطة بين الحجامة والتبرع بالدم، نجد أن التبرع أفضل بكثير لصحة أجسامنا دون التعرض لأي حالة مرضية أو جرثومية من خلال الحجامة.

ونبه د.زوباري أنه لو كان كلام السادة الحجامون صحيحا كان يجب علينا عند تحليل الدم ان نأخذ عدة عبوات من أماكن مختلفة من الجسم لفحص الدم ومعرفة تركيبه وهذا يناقض الواقع والعلم..

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار