زمان، كانت مسلسلات الأطفال ذات قصة ومضمون ومخرجات، من أهمها نجومية «بطل من كرتون» و استطاعت بحق تلك المسلسلات تقديم أسماء عملاقة وذات حضور، والدليل رسوخها في ذاكرتنا حتى اليوم، رغم العمر الزمني الطويل لانطلاقتها.
وما “غرندايزر” للمرحوم سامي كلارك، والليدي أوسكار، وطم طم وباباي.. إلا أكبر مثال على براعة مؤديها الذين تقمّصوا محتوى بديعاً لورقٍ مقوى وألبوم رسوم..
واستطاعوا بجدارة تفخيم مقولة «بطل من كرتون» تفخيماً لم يعد حاضراً بمشاهدات أطفالنا ومسلسلاتهم المعنونة مثلا “سبونج بوب” إلا أن شخصيات كثيرة استحضرتها “ميديا ” اليوم وفرضتها فرضاً على يومياتنا، وظن معظمهم أنهم أبطال في عالم «اليوتيوب والفيسبوك»، في حين هم وعلى الرغم من حقيقة وجوههم واستعاراتهم المكنية، ليسوا سوى شخصيات آنيّة هشّة من كرتون، عكس أوسكار وغرندايزر وحتى شخصية “نحّول”.
في زمن «السوشيل ميديا» تساوى الجميع بالحضور، العالم والأديب والكوافير وشيف المطبخ وخبراء التجميل والبوتكس، وصارت المنصات تصول وتجول بالظهور المبهرج، وخاصة صفحات «الفيسبوك»، فالكل أديب وشاعر والأغلبية حرامية نصوص ومدّعو ثقافة وتحليل استراتيجي وتكتيك مشاعر وتبصير بلغة العيون، والطامة الكبرى استدراج تلك الصفحات أسماء فنية وإعلامية أكبر درس تعلمته «أين وكيف ومتى» موعد الظهور..!!
فيا من تراهم ناشطين خير نشاط وقت نفاد بطارية حضورهم، وفتور علاقاتهم المصلحية أو غيابهم عن منصة تكريم ودعوة فيها تصوير وتلفزيون، وهم باللغة ومفردات النحيب بلغاء، يلعبون على فواصل وأقواس الشكوى كما لو أنهم “بائعة الكبريت» أو “ريمي ” بلا مأوى يؤويه باستثناء جدار من «الفيسبوك»، يعلق عليه نصٌّ مشغول بخيوط شتمٍ وتجنٍ معروفة أو موقّعة ضد مجهول.
الأربع والعشرون ساعة في حسبة أولئك باتت قليلة على فجور استعراضهم وتقمص دور البطولة الفارغة التي تحسب لهم وبتصرف مقولة «بطل من كرتون”.