سموم واشنطن لإحياء ورقة “داعش”

مازالت المشاهد القادمة من الحسكة تقدم عناوين المسرحية الهزلية من أطراف الإرهاب متمثلة بميليشيا “قسد” وعناصر “داعش” وسيدهم الأميركي الذي يسعى، حسب المعطيات، إلى محاولة تعزيز وجوده والوقوف على بنود الفوضى الحاصلة للاستثمار فيها وإيصال الصور المسمومة التي يريد إيصالها.
فمرة أخرى يحاول الاحتلال الأمريكي تعقيد المشهد أكثر، لشرعنة وجوده في سورية، من خلال إحياء “داعش” الإرهابي ورقته الرابحة أمام المجتمع الدولي.
وحسب محللين، فإن أميركا تريد أن توضح للعالم وتوجه رسائل للداخل وللخارج أن من الضروري أن تبقى أميركا هنا في المنطقة، وهذا الرعب الذي أوجده الأميركي لكي يوضح الحاجة لوجوده في المنطقة.
وهذا ما يفسره أيضاً تدخل ما يسمى “قوات التحالف” لمصلحة ميليشيا “قسد” وقصفه للبنى التحتية وتسببه بتدمير كبير للمنشآت، حيث أبيدت أبنية بكاملها وأصبحت ركاماً فهو تدمير ممنهج لمنشآت الدولة السورية ولمنازل وبيوت المواطنين، وليس آخرها تدمير قوات التحالف الأميركي مرآب الآليات في مبنى رئاسة فرع جامعة الفرات بالحسكة.
اللافت للنظر أن تلك الأحداث تزامنت مع ما حدث من هجوم إرهابي في العراق، حيث شن تنظيم “داعش” الإرهابي هجوماً على مقر سرية للجيش العراقي في ناحية العظيم شمال ديالى، وقتلوا كل من فيها، ما أسفر عن استشهاد 11 جندياً.
الحادثان في العراق وسورية وتزامنهما في يوم واحد لابد أنه يوضح خفايا مخطط صهيو- أمريكي لإحياء تنظيم “داعش” الوهابي الإرهابي في المنطقة من جديد ونشر الإرهاب والفوضى لإيجاد التبريرات والمسوغات لاستمرار وجود القوات الأمريكية ومرتزقتها على الأرض.
وبالعودة إلى ما يحصل في الحسكة، فقد سجلت يوم أمس مشاهد إنسانية مؤلمة للأهالي الهاربين من إرهاب “داعش” من جهة وقصف وإرهاب المحتل الأمريكي وميليشيا “قسد” المرتبطة به من جهة ثانية، حيث تواصلت حركة نزوح أهالي الأحياء الجنوبية لمدينة الحسكة باتجاه وسط المدينة في الوقت الذي يستقبلهم فيه عناصر الجيش العربي السوري والهلال الأحمر لتأمينهم في مراكز إقامة مؤقتة مع استمرار الفوضى في محيط سجن الثانوية الصناعية بحي غويران الذي شهد تفجيرات وهروباً لإرهابيي “داعش”.
وبينما تزداد معاناة أهالي حي الزهور نتيجة منع ميليشيا “قسد” خروجهم باتجاه المناطق الآمنة ولاسيما الأطفال والنساء والحالات الإنسانية وكبار السن في ظل تأزم الوضع الإنساني للحي وبدء شح المواد الغذائية والمياه منه، فرض عناصر ميليشيا “قسد” حظراً كلياً على منطقة الحسكة داخلياً وخارجياً.
في المقابل يواصل عناصر الهلال الأحمر العربي السوري في الحسكة بالتعاون مع عناصر الجيش العربي السوري لليوم الرابع على التوالي بتقديم كافة المساعدات الإغاثية والإنسانية والصحية للأسر النازحة من الأحياء الجنوبية في مدينة الحسكة إلى مركز المدينة هرباً من الاشتباكات الدائرة هناك، وذلك بهدف تلبية احتياجاتهم الطارئة على وجه السرعة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار