رهن اغتيال!!
اليوم كما كل يوم.. تجار الحطب يقطعون ويسرقون ثم يسرحون بغنائمهم للتجارة وكسب المعلوم, فمن ناحية هناك تجار يحرقون ويعتدون على مساحاتنا الخضراء, ومن ناحية ثانية فقراء لا حيلة لهم ولا وسائل تدفئة, والشتاء لديهم كل ما فيه بارد إلا الأسعار وقائمة احتياجاتهم فإن نارها لا تخبو في ظل عجز من الجهات المعنية, واستكانة المغلوب على أمره من المواطن!!
في ظل غياب الغاز والمازوت واستمرار موجات الصقيع والبرد, نسأل أين وصلت يد الجشع والاستغلال وإلى متى سنبقى نحصي خسائرنا من غاباتنا وأشجارنا؟ بل إلى متى ستبقى طبيعتنا رهن اغتيال؟! ألم تكن ذات يوم ملعباً للإرهابيين عاثوا فيها فساداً وحرقاً وتدميراً؟ أو لم تستمر الحكاية تحت مسميات جديدة لتجار الحطب؟
قد يقول قائل: وكيف بإمكان الفقير تأمين ولو القليل من الدفء لأسرته التي غزاها الصقيع والفقر؟ أليس ذلك ملاذهم الوحيد؟ وبكل صراحة نجد أنفسنا هنا بين نارين, نار الفقر ونار الاعتداء على الشجر, وبطبيعة الحال لا نتحدث عن بضعة أغصان ولكن نتحدث عن تجار امتهنوا لعبة إطلاق أحكام الموت على مساحات واسعة من أراضينا!!
إذاً.. الحديث عن المازوت والدفء يعني الحديث عن الغابات والأشجار وما تتعرض له من انتهاكات والخسائر طبعاً بمليارات الليرات هذا من الناحية الاقتصادية أما من الناحية البيئية فالخسائر لا تعوض.
هي لعنة حلت على غاباتنا المعرضة للاغتيال في كل لحظة, وهي لعنة حلت على المواطن في ظل ندرة المازوت طبعاً فقط على الفقراء, لأن من يملكون المال قادرون على الحصول على مازوتهم المدلل بأي كميات يريدون!! كما أن السكوت المريب أمام الاعتداء على الغابات نكاد نفهم منه شيئاً واحداً.. أن أمامكم الأشجار خذوا منها ما شئتم وارحمونا!!
أخيراً وبمناسبة العواصف الثلجية نداء لكل مسؤول ولكل الجهات المعنية بأحوال الناس أن تذيب الجليد بينها وبين المواطن لعل بوادر الدفء تعود للعلاقات المقطوعة بينهم!!