المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية: وجود أي قوات على الأراضي السورية هو قرار سوري سيادي.. والتفاهم مع روسيا وإيران يقوم على مبادئ راسخة
أكدت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية لونا الشبل في لقاء مع قناة روسيا اليوم في ردها على سؤال حول العلاقات مع الدول العربية ومساعدتها لسورية اقتصادياً بالقول: إن علاقاتنا دائماً كانت مفتوحة ونحن دائماً نسعى لعلاقات جيدة مع جميع الدول، لكن العلاقة سواء مع الإمارات أو مصر أستطيع أن أسميها جيدة، مستدركة: لكن لنكن منصفين أي دولة ستدخل معك الآن وأنت في حالة حصار وعقوبات ستتعرض للضغوط وبالتالي ليس من السهل على هذه الدول أو غيرها أن تكون مبادرة بالتعامل أو تستطيع كسر هذا الحصار لأنها ستعاقب مع وجود قانون “قيصر”.. فنحن نتفهم حجم الضغوط التي ستمارس على أي دولة تحاول أن تفتح علاقات اقتصادية مع سورية، لكن بالمقابل علاقات جيدة عادية مقبولة لا نطلب أكثر من ذلك.
وأكدت المستشارة الخاصة رداً على سؤال حول العلاقات السورية- الإيرانية أن هذه العلاقات متجذرة وتاريخية وهي موجودة منذ أربعة عقود وتقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والمبادئ الكبرى وعدم التدخل في شؤون الآخرين.
وثمنت الشبل وقوف إيران إلى جانب الحقوق العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، موضحة أن هذه العلاقات لم تتأثر بكل الأزمات التي مرت بالمنطقة.
وقالت الشبل: العلاقة مع إيران علاقة تاريخية.. إيران وقفت إلى جانب الشعب والجيش العربي السوري في هذه الحرب، وبالتالي سورية لا تقابل الوفاء بالغدر.. سورية تقابل الوفاء بالوفاء.
موضحة أن الغرب والولايات على وجه الخصوص هم من يتنصلون من حلفائهم.
وشددت الشبل على أن وجود أي قوات على الأراضي السورية هو قرار سوري سيادي لا يتدخل به أحد ولا يحق لأحد أن يطلب أو أن يملي على سورية هذا الأمر، فهي من تقرر من يجب أن يكون موجوداً على أراضيها برغبتها ومن لا تريد أن يكون موجوداً عليها موضحة أنه ليس هناك أي قوات إيرانية على الأراضي السورية والوجود الإيراني هو استشاري مع الجيش العربي السوري وقالت: نحن في حالة حرب وبحاجة لأي مساعدة عسكرية طبعاً.
وأكدت الشبل أن التفاهم بين سورية وروسيا وإيران متماسك وهو تفاهم على المبادئ الكبرى رغم وجود اختلاف ببعض وجهات النظر وهذا صحي، وقالت: البعض لديه ذعر من كلمة اختلاف في وجهات النظر وهذا يغني ولا يفسد للود قضية.. لكن طالما الثبات بالمبادئ والمصالح فلا خوف من ذلك.
وشددت المستشارة الخاصة على أن “إسرائيل” هي كيان احتلال عبر التاريخ كما دعم الإرهاب في سورية وساهم في الحرب ضدها مشيرة إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية تأتي في سياق دعم الإرهابيين، وقالت: إذا لاحظت ورسمت خطاً بيانياً ستجد أن كل ما كان الإرهاب يتقهقر كلما ازدادت الاعتداءات الإسرائيلية وبالتالي هي لم تدعم فقط بشكل مباشر هي دخلت في الحرب بشكل مباشر عندما أدواتها تعبت على الأرض. مشيرة إلى أن ما تقوم به “إسرائيل” حالياً هو محاولة لتدمير ما حققته الدولة السورية في الميدان وفي الاقتصاد فهي كيان مخرب بالمنطقة.
وأوضحت الشبل أنه من يتوقع أن الحرب خيضت ليتغير الموقف السوري تجاه “إسرائيل” هو مخطئ، وقالت: “سورية مع السلام قبل الحرب وبعدها.. ووفقاً لقرارات مجلس الأمن التي تؤكد عودة الجولان كاملاً فيما عدا ذلك لن يتغير شيء لا بالميدان ولا في السياسة.. سورية تحترم قرارات الشرعية الدولية وتطالب دائماً بتطبيق القرار الذي يعيد الجولان كاملاً.
وحول عودة سورية إلى الجامعة العربية ومشاركتها في قمة الجزائر المرتقبة أكدت الشبل أن عضوية سورية جمدت في هذه الجامعة بقرار خاطئ أو مخالف لقوانين الجامعة وعندما يتم التراجع عن هذا الخطأ سورية تعود بشكل تلقائي وتشارك بالقمة مشيرة إلى أنه حتى الآن ليس هناك أي معلومات حول تصحيح هذا الخطأ الذي قامت به الجامعة أو حول المشاركة بالقمة بالتالي.
ورداً على سؤال حول “تركيا” واحتلالها لأجزاء من الأراضي السورية، أكدت الشبل أن النظام التركي قبل الحرب كان يمهد لسيطرة الفكر المتطرف الراديكالي الإخواني فكر القاعدة بالمنطقة، حيث أقام وشيد المخيمات على الحدود قبل بدء الحرب في سورية مشيرة إلى أن المسؤولين الأتراك حضروا إلى سورية وطلبوا علناً إعطاء دور سياسي للتنظيم الإخواني الذي تلطخت يديه بالدماء والمصنف إرهابي وطلبوا إخراج عناصره من السجون بعد كل الجرائم التي قاموا بها وهذا بحد ذاته تمهيد للحرب الإرهابية على سورية.
وقالت الشبل: بدأت الحرب وكان الدور التركي من دعم للإرهاب والمجموعات المتطرفة وفكر القاعدي ودعم الإخوان واضحاً وبالتالي تحولت حكومة أردوغان الآن إلى حكومة مارقة وقطاع طرق، مشيرة إلى أن كل من يحمل هذا الفكر الإخواني أو الفكر العثماني والحلم العثماني بإعادة السلطنة العثمانية مهما كان شكله ومهما كان تياره السياسي مرفوض لنا بالنسبة لسورية لأن تسييس هذا الفكر مرفوض لكن بالمقابل نمايز بين الشعب التركي والحكومة طبعاً”.