من يدير أزماتنا؟!
يبدو أن أحلام الفقراء على الرغم من صغرها صارت كوابيس وأحلاماً!! لأن قائمة احتياجاتهم اليومية لا تعدّ ولا تحصى، وهي- كما فقرهم- في تزايد دائم, وليس أدلُّ على ذلك من كلام سيدة رأيتها تقف أمام بائع فروج تسأل وتستفسر ثم تدير ظهرها وهي تتمتم ببضع كلمات ” يا الله حتى لحم الفروج صار حلما “!!
هي أيام صعبة بلا شك, فالحصول على ما يضمن استمرارية احتياجات الفقير صار من المستحيلات, والمتاجرة بالأحلام باتت من المسلمات عند من بيدهم القرار والفعل, والسؤال: ماذا لو كان لدينا اداريون بحجم وطن يقترحون الحلول ويتسابقون لتنفيذها؟ وماذا لو كانوا على قدر أحلام الناس يسعون لتطبيقها؟ بدلاً من انشغالهم حتى اليوم بكيفية الحصول على ربطة الخبز ومن أي معتمد واقتراح آليات جديدة لتطبيقها؟ أليست مشاكلنا أعمق من ذلك بكثير أو هكذا يجب أن تكون؟
اليوم لدينا فريق لإدارة الأزمات، وفريق للسيطرة على الأسواق ومكافحة الغلاء وبتر الفساد, وثالث لجائحة كورونا, وطبعاً تشكيل الفرق واللجان وما بينهما لا ينتهي, والنتيجة أنهم يجتمعون ويقررون، والمواطن يقف مذهولاً لأن لا شيء يصدر يعينه على فقره وتلبية احتياجاته؟ وطبعاً لا ننسى ملف الكهرباء في ظل غموض لا يعلمه المواطن وانقطاعات قد تتجاوز ساعات اليوم وكل ذلك يجري من دون ضخ أي معلومات!
الجهات المعنية بإدارة الملفات أتقنت فن الكلمات, ولكن حتى الآن ليست هناك حلول أو قرارات تثلج الصدور, وهنا يحق لنا أن نسأل: إلى متى تدار الملفات بطريقة الغموض والأسرار؟ ولماذا لا تكون هناك مكاشفة ومصارحة بعيداً عن الضبابية؟ ألا يستحق المواطن بضعة حلول تريح قلبه المتعب؟ لنقلها صراحة: نحن أحوج اليوم ما نكون لأناس يتقنون حلّ الأزمات وليس لجان أزمات!!