الخبير الاقتصادي الدكتور محمد كوسا لـ”تشرين”: الدعم بشكله الحالي لم يعد مجدياً
يلفت الدكتور محمد كوسا الخبير الاقتصادي أن هناك حقيقة جلية وواضحة وهي أن الفقراء الحقيقيين وطبقة الموظفين والعمال في جانب الخسارة دوماً من الدعم، وهم مستبعدون من توزيع عائدات الناتج الوطني الإجمالي أيضاً في ظل الرواتب والأجور المنخفضة.
وبيّن أن أزمة تمويل الدعم تتفاقم، وأقساط التأمين والضرائب وغيرها ستكون متدنية للخزينة قياساً بالدخول، فيما هي كبيرة وذات وزن في التحصيل الضريبي بالقياس مع ما يتم تحصيله من ضرائب على رأس المال الخاص والشركات الخاصة، أو بالشكل العام القطاع الخاص الثري الغني وأصحاب الأعمال والثروات.
ويؤكد د. كوسا أنه لا بدّ من إعادة بناء منظومة الدعم، وهذا لا يعني إلغاء دور الدولة الاجتماعي كما يعتقد العامة، وإنما إعادة برمجة الدعم من أجل إنتاج نظام اجتماعي فعّال، ولهذا دور في اختيار المواقع الإنتاجية لاحقاً، لكن الدور الحاسم لهذه البرمجة هو بإنتاج الأمن الاجتماعي والسلم الاجتماعي، لأنه لدينا مشكلة فقر وغنى، وإزالة الدعم بشكل كامل ستزيد الظلم وتهدم أبنية العدالة الاجتماعية، لأن إزالة الدعم ستصيب فئات محدودة وهم أصحاب الدخل المحدود أو الدخول الدنيا.
في المقابل يجب أن نعلم أن تخفيض الدعم، كتركيزه بمن يستحقه سيمنع حدوث الكوارث.
وعليه أرى أن يقدم الدعم كسياسة تعود بالنفع على من يطالب به لأنه حقيقة هو محتاج له، وتستطيع الحكومة أن تمنع عواقب التلاعب به أو الاستفادة منه من الرأسماليين، بأن تفتح لهم مجالات للاستثمار والعمل بمزايا أخرى غير الدعم، وأن تقيد المنافسة بين الغني والفقير على الدعم.
وهناك مال كافٍ للدعم لكن المسألة في كيفية توجيهه، والمسألة يجب أن تكون بعهدة أصحاب الأخلاق وأهل العلم.
وقدم الخبير الاقتصادي الدكتور كوسا رؤيته الاقتصادية لخطة عمل الحكومة نحو تغيير شروط الدعم الذي تقدمه الدولة منذ عقود للمواطنين.. ووجه مجموعة من الأسئلة حول واقع تطبيق الدعم خلال العقود الماضية مثل:
• ما هي مبالغ الدعم التي تقدمها الحكومة وما حجمها؟
• هل أدى الدعم إلى انخفاض معدلات الفقر، ورفع مستوى الدخل، وهل استهدف المستحقين، وهل يحصل الشباب على فرص عمل كافية؟
• ما عدد المستفيدين من الدعم، وهل يعبر عددهم عن حقيقة الفقر، وعمن هم بحاجة له؟
• ما مجالات الدعم، تعليم، صحة، خدمات، سلع أساسية طاقة..الخ؟
• وما مصادر تمويل هذا الدعم؟
يضيف د. كوسا: في الإجابات سنجد أن هذا الدعم أصبح غير مجدٍ إن لم نصفه بغير المجدي من أساسه، وذلك بسبب الطريقة التي يتم فيها أو لأسباب أخرى.