حفاظاً على الأصول الوراثية.. من يوقف المسالخ السرية لثروتنا الغنمية؟
تمضي المسالخ السرية بثروتنا الغنمية إلى التهلكة من خلال استنزاف أعدادها، في الوقت الذي تمر الضبوط التي تنظم بحق المسالخ السرية مرور الكرام، وينتهي الأمر بتنظيم الضبط، لكن الأمر أخطر وأكبر من ذلك بكثير إذا ما دققنا في خلفياته وأبعاده وما سيترتب من جراء استمراره..
يقول مدير حماية المستهلك في حماة رياض ذيود: يكاد لا يمر أسبوع إلا ويتم ضبط مسلخ سري تذبح فيه إناث العواس، رغم أنه ممنوع ويعاقب مرتكبو استنزاف إناث الأغنام، لكونها تشكل رافداً لمواليد جديدة، إلا إذا كانت منسقة ولم تعد تنجب كما يحصل في قطيع الأبقار المنسق الذي يباع لحوماً..
ويتابع ذيود قائلاً: لكن ما يتم ضبطه خلافاً لذلك في أغلب الأحيان، ثم بعد ذبحها وتقطيعها غالباً ما يصعب معرفة تفاصيل أسباب الذبح، لكننا نعرف ما إن كانت صالحة للاستهلاك البشري أم لا، وهذا الجانب في غاية الأهمية أيضاً..
لكن إذا دققنا في تفاصيل ما يجري لقطيع الأغنام نلاحظ أنه عندما تتوقف عملية تهريبه يجري استنزافه في المسالخ السرية، ما قد يؤدي يوماً مع ارتفاع أسعار اللحوم إلى كارثة اقتصادية بالثروة الغنمية التي غالباً ما أسهمت وتسهم في الناتج المحلي وتوفر اللحوم والحليب ومشتقاته لأسواقنا المحلية..
يقول المربي أبو مشاري: كان عندي قبل سنوات حوالي ألفي رأس من الأغنام وكانت تشكل مصدر رزقي ودخلاً جيداً جداً، لكن في ظل غياب المراعي الطبيعية في البادية الشرقية من محافظة حماة من جراء الجفاف المتتالي، وارتفاع أسعار المادة العلفية لم يعد بمقدوري إطعامها كلها، فبعت نصفها تخفيفاً من الضغط علي، وكي أستطيع أن أطعم ما تبقى.
وتابع المربي أبو مشاري يقول: إن الأغنام السورية ثروة حقيقية مثل النفط لو استثمرت بالشكل الأمثل والاهتمام الأكبر، لكن ما لحق بها من تهريب تارة وذبح بعضها في المسالخ السرية، حتى إنها لم تسلم من التنكيل والقتل من الإرهابيين في بادية حماة، ما سيجعلها عاجلاً أم آجلاً في عداد القلة القليلة جراء عدم الاهتمام.
بالمختصر المفيد؛ هل تبادر وزارة الزراعة قريباً وتقوم بإحصاء الثروة الغنمية، وكفى تراشقاً لأرقامها بين جهة وأخرى، فكلما ذكرت إحصاء رافق ذلك كلمة تقريباً أو حوالي.. وفي كل الأحوال إذا خسرنا الأصل الوراثي للأغنام السورية من جراء ما تتعرض له في المسالخ السرية والتهريب سيفقد اقتصادنا إحدى ركائزه لجهة الإنتاج المحلي.