المِعطفُ المُكَابِرُ
جاءَ المِعطفُ المُكَابِرُ
ووضعَ عندنا عبيراً مخملياً
جاءَ منذُ أن رحلَتْ الأماني وماتَتْ
وصادَتْ من بَعيْدِه شوقاً موسمياً
أأنتْ من دوّن على الشمسِ اسمي؟
وجعلَ السُّحُبَ خيّرة من دمي؟
هذا معطفُكَ البهيُّ ينثرني رماداً
على شعاع ٍ انتفضَ من شعلةٍ شقية
غصونُ الدارِ تنجبني في كل ليلةٍ مرة
وتلبسُ جلدي ثوباً ليس ليَ..
جاء المعْطَفُ المكابرُ
صنع من دخانِ سجائره عطراً
جعلتْ من بقاء شبابي
ضجيجاً، وفوضى تاريخ
ومن ظلي اسماً حيّاَ
كم تمنيتُ غلقَ بابي
وابتعادٌ ثمَّ اقترابِ
وعِناقٌ يدومُ حتى مطلع الأبدية
جاءَ المعطفُ المكابرُ
رعشةٌ من وميضٍ أيقظَت قدراً
التفَ حولها قلبي وبكى الشجر
كيفَ لمنكبي قاتلٍ أن تحيي صبية؟
هنا بضعي ينأى عن بضعه،
يسأم في وجهِ الغياب،
يمزق الصبّا وينهض
ليصنع من الطين حنيناً من دمية
جاء المعطف المكابر..
وجهُهُ حياةٌ، ظله أرضٌ
وبقايا ما حمل، قمحٌ
جاء ليدقَ نواقيسَ الجنونِ
ويخرج حبَه المدفون؛
أما أنا فقد تركت انكساري مرمياً
وجئته أخطب وجههُ، لا معطفه
عندها أدركْتُ أنه هو المعطف
وأن الحبَّ انتماءٌ
ووجهُ المتيم قضية..