بعد إمهالهم يومين لإخلائها… أصحاب الأكشاك يشكون
بعد سنوات من العمل، يجد أصحاب الأكشاك حتى الحاصلين منهم على تراخيص رسمية أنفسهم أمام قرار صادم أصدرته وزارة الإدارة المحلية بضرورة إخلاء أكشاكهم وتالياً فقدان عشرات العائلات لمصدر رزقهم الوحيد.
وبناءً على القرار المذكور منحت محافظة دمشق مهلة يومين فقط لأصحاب الأكشاك باستثناء جرحى الحرب وذوي الشهداء لإخلاء أكشاكهم من دون أن تخصص لهم أي بدائل أخرى، ما يعني قطع أرزاقهم في وقت تمر فيه البلاد بوضع اقتصادي صعب، مستغربين هذا القرار الذي لم يكن ليصدر في أوقات الرخاء.
العديد من أصحاب الأكشاك المعنية تقدموا بشكوى إلى صحيفة «تشرين» مطالبين الجهات المعنية بالعدول عن قرارها، أو إيجاد بديل آخر، ولاسيما أن هناك عشرات العائلات سوف تتضرر من إغلاق الأكشاك.
أحد الأصوات المشتكية يقول: إنه يعمل في كشك منذ ما يزيد على 15 عاماً، لأفاجأ اليوم بقرار أشبه بالطرد التعسفي من مكان عملي، في حين أن مشتكياً آخر قال: إن عمره تجاوز الخمسين عاماً وليس لديه أي عمل آخر يعيله وأسرته سوى الكشك الذي يعمل فيه، متسائلاً: في حال تم طردنا من أكشاكنا، من أين سنؤمن مصدر رزق آخر، مطالبين الجهة صاحبة القرار بالعدول عن قرارها أو تأمين بدائل عمل أخرى.
ولم يكن ذوو الشهداء وجرحى الحرب بمنأى عن القرار، ولكنه منحهم مهلة سنة لإخلاء أكشاكهم، مع العلم أن بعضهم يعاني من عجز جراء إصابته ولا يستطيع القيام بأعمال مجهدة، وبكذلك أسر الشهداء بعد أن فقدوا معيلهم خلال الحرب، متسائلين أيضاً: من أين لنا بمصدر رزق آخر، ومن سيعيلنا، وأين العدالة الاجتماعية في صدور قرارات كهذه وما المغزى منها…؟
“تشرين” تواصلت مع حسام الدين سفور مدير شؤون الأملاك في محافظة دمشق الذي أكد بأن التعميم صدر من وزارة الإدارة المحلية لكل المحافظات بالسماح لجرحى الحرب وذوي الشهداء فقط بتمديد رخصة إشغال الأكشاك لمدة سنة واحدة غير قابلة للتجديد، لافتاً إلى أن تراخيص الأكشاك العائدة لذوي الإعاقة تندرج تحت مسمى “أكشاك إعانة” وهناك أشخاص لم يحصلوا على أي كشك، وبهذه الحالة سيتم منح الرخصة لشخص آخر وستكون الإفادة لأكثر عدد ممكن من ذوي الشهداء والجرحى من خلال تجديده كل ثلاث سنوات.
وقال سفور: لم يصدر قرار بالتجديد لباقي الحالات ويطبق عليها التعميم السابق الذي ينص على أن آخر مهلة للتجديد حتى نهاية عام 2021، وسوف يتم منح تراخيص جديدة لأشخاص لم يحصلوا سابقاً على أكشاك، مضيفاً: إن المحافظة جهة منفذة للتعميم، ووجهت إنذارات لجميع الأكشاك ما عدى أكشاك ذوي الشهداء لإخلاء مواقع الأكشاك ونقل هياكلها.