بلدة “السيّال” في البوكمال تعاني نقصاً شديداً في الخدمات.. والمعنيون يرجعون السبب للإمكانات

لا تزال مرافق خدميّة عدة بحاجة لتأهيلها للعمل حسبما يذكر مواطنون في بلدة “السيّال” بريف مدينة البوكمال (120 كم شرق دير الزور) في حديثهم لـ”تشرين”. يُشير محمد غرب الطراد إلى معاناة الأهالي ممن عادوا في الحصول على رغيف الخبز، فالمخبز الوحيد فيها بحاجة لتجهيز خطه الإنتاجي، ناهيك بضرورة إيجاد حلٍّ بشأن المركز الصحي الموجود كمبنى، إضافة إلى أنه يفتقد للكادر الطبي، أي غير مُفعّل، كذلك طرقات البلدة بحاجة لتغطيتها بقميص إسفلتي، فجميعها تعرض للتخريب.
ويؤكد خاشع الخليل – من أهالي البلدة – أن غياب الخدمات ولاشك يحول دون عودة المزيد من سكانها الذين غادروها فترة سيطرة المجموعات الإرهابيّة المسلّحة عليها، والتي أفقدتها بُنى خدميّة تخريباً وسرقةً لتجهيزاتها، كحال مدارسها التي ينتظر عددٌ منها التأهيل لاستيعاب أي زيادة بأعداد الطلاب مع أي تزايد في العودة، لافتاً إلى مشكلة مياه الشرب التي لا تُغطي خدماتها كامل البلدة.
رهن الخدمات
رئيس مجلس بلدة “السيّال” راغب الفريح أوضح في حديثه لـ”تشرين” واقع المعاناة التي ذكرها الأهالي، ففي القطاع التعليمي لا توجد سوى مدرستين بالخدمة من أصل خمس مدارس في البلدة لمرحلتي التعليم الأساسي، فيما تعرضت الثلاث المُتبقية للتخريب والنهب، وعلى صعيد واقع رغيف الخبز فالاعتماد حالياً على المندوبين بإحضاره من المخبز الآلي بمدينة البوكمال التي تبعد 10 كم عن البلدة، وتجهيز الخط الإنتاجي في مخبز السيال يحل هذه المشكلة.
أما المركز الصحي – حسب الفريح – فلابدّ من تفعيل عمله لتقديم الخدمات الصحيّة ولو بأدناها، علماً أن مبناه الحالي يحتاج كادراً لتغطية العمل في حال اتخذت مديرية صحة دير الزور قرار افتتاحه، وتحتاج محطة المياه تأهيلاً وصيانة لتوفير تغطية كاملة للأحياء، وحال مقسم الهاتف ليس بأفضل، فهو ينتظر التزويد بالمعدات وتفعيله من جديد حيث إن المبنى سليم ولا أضرار تعرّض لها.
وتفتقد “السيّال” للصرف الصحي، والجور الفنيّة هي البديل، فالمُنفَّذ منه فقط المصب ولمسافة 900 متر، وتابع الفريح: “سجل العمل الأهلي في البلدة حضوراً على صعيد توفير الخدمات سبق التدخل الحكومي في أماكن وواكبه في أماكن أخرى، إذ ساهم مغتربوها بتزويدها بخمس محولات كهربائية باستطاعات مختلفة لتأمين التغذية بالتيار الكهربائي، فيما قدمت شركة كهرباء دير الزور 3 فقط، كما جرى تجهيز مساجدها وتزويدها بالفرش وأجهزة التكييف وصيانة التمديدات الكهربائية والصحيّة فيها، وهناك إقبال من المغتربين للمساهمة بالمزيد من الخدمات.
تمتلك بلدة “السيّال” ثروة غنميّة تُقدر بألفي رأس، ويمكن أن يرتفع عددها مع التوجه الجديد بالسماح لمالكيها من المُقيمين بمنطقة الجزيرة المُحتلة إدخالها ورفع (الترسيم) عنها، إلى جانب الآليات والسيارات الخاصة العائدة للأهالي، هذا إن لم تُعقْ ميليشيا “قسد” هذا الأمر والمتوقع دخوله التطبيق العملي بدءاً من منتصف الشهر الجاري.
ويؤكد الفريح أن أي تعافٍ على الصعيد الخدمي سيُسهم بعودة المزيد من الأهالي، فمؤسسة حوض الفرات بدأت أعمال التأهيل لقطاع الري السابع، وتصل مساحة الأراضي التي تُروى منه 8 آلاف دونم، هذا المشروع ستكون له منعكسات عظيمة على صعيد القطاع الزراعي وإدخال المزيد من أراضيه دائرة الاستثمار من جديد، وتبلغ المساحة التي تروى بمحركات خاصة 500 دونم.
أعداد العائدين من الأهالي عقب التحرير وصل إلى 3 آلاف نسمة يقول رئيس مجلس البلدة، فيما كان تعداد نفوسها قُبيل الأحداث 17 ألفاً، وتبلغ مساحتها الإجماليّة 3 آلاف هكتار، منها 450 مخططها التنظيمي.
ردود
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدير الزور بسام الهزاع أوضح لـ “تشرين” فيما خص واقع رغيف الخبز بالبلدة بأن على رئيس البلدية المبادرة لرفع كتاب بشأن المخبز إذا كان يتبع للمجلس، وذلك لإدراجه ضمن أعمال التأهيل التي تمولها المنظمات الدوليّة بالتنسيق مع المحافظة، فيما أكد مدير الصحة بشار الشعيبي أن المشكلة الأساس بالنسبة للمركز الصحي هو عدم توافر الكادر الذي يُمكنه تغطية العمل هناك وهي مشكلة النقص بالعمالة التي تُعانيها المديرية، والعيادات المُتنقلة تُغطي خدماتها كل المناطق ذات الوضع المشابه كما “السيّال”.
من جانبه مدير مؤسسة المياه المهندس لورانس الحسين لفت إلى أن مشكلة مياه الشرب مُرتبطة بوضع التيار الكهربائي، فالاستطاعة مُنخفضة وبالتالي يؤثر ذلك في ساعات التشغيل والتغطية، ويتابع: “قمنا برفع كتاب للسيد الوزير بشأن وضع محطات مياه الشرب وتأثير الانقطاع والتقنين على عملها، وكذلك انخفاض استطاعتها، وننتظر التوجيهات بهذا الشأن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار