الدعم ومستحقوه مرة أخرى

حملت القوائم التي كانت ضمن معايير اللجنة المسؤولة عن حرمان أو منع الدعم لعدم استحقاقها حوالي ثلاثمئة وثلاثة وثلاثين ألف بطاقة من أصل أربعة ملايين و بالتالي على هؤلاء اقتناء السلع الضرورية ( الخبز و البنزين و السكر و الرز والشاي) عبر السعر الحر و بالتالي هذا وفّر مبالغ كبيرة للحكومة ما يسمى المبالغ المصروفة للدعم و ليكون العنوان الأبرز لبدء السنة الجديدة وبداية لحوار وجدال جديد حول الأسس والمعايير التي اعتمدت لحصر وتحديد هذه المجموعة و التي سبقتها اجتماعات مع المنظمات والنقابات لإرسال قوائم و برغم اعتراض البعض كما تسرب ومنهم المهندسون ولجوء البعض لإغلاق مكاتبهم ، يبقى التوقع أن تنعكس ردات فعل من امتعاض ومن سعي البعض لإبراز ثبوتيات لإزالة أسمائهم و كذلك الدخول في إطارات من اللاعدالة و السعي الحثيث للبعض لتمرير ثبوتيات رغم عدم كفاية العموميات لتجانس فئات من مهندسين أو أطباء أو محامين و ما يلفت النظر هنا زيادة أجور التوكيلات و أجور المحامين ولا نظن أن هذه الزيادة بعيدة عما سمي رفع الدعم، ومن المؤكد سيقلد من قبل منظمات و نقابات لبعض التعويض و لينعكس ذلك على المواطن قبل أن توزع الفوائض التي وفرتها الحكومة على تحسين معيشة المواطنين وإيصال الدعم لمستحقيه، و بالتالي الاستمرار بتضخمات قادمة تفوق ما سيجنيه المواطن إن وصلت أموال الدعم لمستحقيها و كذلك يبقى السؤال: هل هناك قوائم لاحقة تفاجئ من لم يتفاجأ بعد؟ .
وهل ستكون هذه القوائم تجريبية و ندرس انعكاساتها بكل الأبعاد ومن خلالها نصحح أو نتراجع أو نعود عنها و الاعتراف بالخطأ فضيلة؟ ..
للأسف انعكاسات الحرب القاسية على البلد بكل النواحي ومنها الاقتصادية من خلال تقليل الموارد و ندرتها جعلت ما يسمى الدعم والذي كان نوعاً من العدالة وتوزيع الثروة و أس التقدم والتطور التنموي بكل أشكاله وأبعاده: الزراعي، الصناعي، الخدمي، التعليمي، والصحي عبئاً و ضرورة حتمية لحصر الطلب ضمن الضرورة القصوى، و لكن ليس بمغالاة و من جهة واحدة و بلوحة ناقصة.
من الضروري أن تكون اللوحة كاملة وفق برنامج واضح ووسط توقيت دقيق لقراءة الانعكاسات ومحاولة إصلاح الانحرافات..
نتمنى أن تكون الخطوة صحيحة وبنّاءة و أن تُستوعب وطنياً وتُتقبل من قبل من أصابه سحب البطاقة و يبقى تساؤل الكثيرين: ماذا بخصوص من حصلوا على البطاقة بطرق غير صحيحة، و ماذا بخصوص الأعداد الكبيرة التي هي في الخارج و هناك من يأخذ ويُدعم عبر بطاقتها؟ ..
المهم أن تكون الخطوات حلولاً للأزمة المعقدة و جسراً لتحسين معيشة المواطنين وإن لم ترافق بتثبيت الأسعار أو ضبطها فقد تكون انعكاساتها التضخمية أكبر وتزيد حياة الأغلبية قسوة ومعاناة ..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
في ذكرى تأسيس وزارة الثقافة الـ 66.. انطلاق أيام الثقافة السورية "الثقافة رسالة حياة" على سيرة إعفاء مدير عام الكابلات... حكايا فساد مريرة في قطاع «خصوصي» لا عام ولا خاص تعزيز ثقافة الشكوى وإلغاء عقوبة السجن ورفع الغرامات المالية.. أبرز مداخلات الجلسة الثانية من جلسات الحوار حول تعديل قانون حماية المستهلك في حماة شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا