عميد معهد التراث العلمي العربي في جامعة حلب لـ “تشرين”: المعهد صرح أكاديمي هو الأول من نوعه عربياً
منذ تأسيسه عام 1976 إلى اليوم ومعهد التراث العلمي العربي يسهم وبشكل حضاري برفد كوادر علمية وأكاديمية مميزة وينفرد عربياً بكونه الأول من نوعه في هذا التخصص .
عميد المعهد الأستاذ الدكتور فؤاد عويلة يقول في حديثه لـ تشرين”: تتمتع هذه المؤسسة الأكاديمية بخصوصية تميزها عن غيرها ولا سيما أنها تستقبل المهتمين والباحثين بالعلوم عند العرب.
ويشرح عن طرائق التدريس بعد استقبال طلاب الدراسات العليا من ماجستير ودكتوراه في تاريخ علوم العرب إذ يعد المعهد الوحيد عربياً الذي يمنح هذه الشهادات عربياً . وأضاف:” تم احداث ماجستير تأهيل وتخصص مع توسيع في الاختصاص المعماري والعمراني، كما أن الباحثين الذين يتخرجون من المعهد يمتازون بالاختصاصات التي يحملونها على مستوى عربي وعالمي من خلال الأبحاث والمؤتمرات والندوات العلمية ومن خلال منهج فكري”.
ويلفت الدكتور عويلة عميد المعهد إلى أن القسم الكبير من أساتذة المعهد هم ممن تخرجوا منه مع أهمية كبيرة للنتاج العلمي ولمخرجات المعهد الذي أثبت جدارة وكفاءة على مدار الفترات السابقة واللاحقة وبشكل وسطي يتم تخريج كل عام دراسي من 10 إلى 15 طالب ماجستير، وطلاب دكتوراه كحد وسطي بين 3 إلى 5 طلاب كل عام.
وعن المكتبات والمخطوطات التي يستفيد منها الطلاب والباحثين أكد عميد المعهد وجود عدة مكتبات وهي ليست وليدة الآن بل منذ تأسيس المعهد ومنها كتب قديمة وقيمة تضم ما يقارب 25 ألف كتاب فيها أمهات الكتب، إضافة إلى مكتبة ميكروفيلم تحتوي على ثلاثة آلاف مخطوط، كما يوجد 500 عنوان لمكتبة المخطوطات الأصلية، التي تمت كتابتها من قبل نساخ، ويوجد في المعهد قسم خاص بالموسوعات والمجلات والعناوين العامة ويضم قسماً لا بأس به ضمن تاريخ العلوم عند العرب.
وبحسب المعلومات المتوافرة توجد أربعة معاهد في العالم عن تاريخ العلوم ويتفرد معهد تاريخ العرب الوحيد الذي يمنح شهادات الدكتوراه والماجستير، ويستقبل المعهد الباحثين والزائرين من داخل البلاد وخارجها وينجزون أبحاث ضمنه من جامعات عربية وأجنبية الأمر الذي أكسبه مصداقية وصدى واسعين .
من جانبها شرحت الدكتورة بثينة الجلخي نائب عميد المعهد للشؤون الإدارية والطلابية عن آلية قبول الطلاب إلى أنها تشير إلى كون المعهد مخصصاً لطلاب الفروع العلمية حيث توجد ثلاثة أقسام حول تاريخ العلوم الطبية وقسم تاريخ العلوم الأساسية والهندسات وقسم العلوم التطبيقية، وبعد اجتياز الطالب سنة المقررات بعد قبوله بالمعهد يحق له أن يسجل لدراسة الماجستير ولديه كأقصى حد ثلاث سنوات وفي بعض الحالات يوجد إبقاء لأربع سنوات، وبعدها الدكتوراه، ولابد من للطالب من التدرج في الدراسة دون انقطاع للحصول على المرحلة النهائية وهي الدكتوراه وتضيف الدكتورة جلخي:”والطلاب ينشرون أبحاثاً ويحققون المخطوطات القديمة واكتسبوا موثوقية كبيرة في عملهم كما توجد إشادة بعمل طلابنا مع امتلاكهم المنهجية العلمية في أبحاثهم والعمل على إجراء دراسات علمية وتاريخية بأعلى الدرجات المعتمدة”.
ورغم الفرص القليلة للخريجين إلا أن نائب عميد المعهد ترى لديهم فرصاً في مجال البحث والتحقق في مجال المخطوطات وتضيف “محبتنا كبيرة للحضارة العربية ولسائر حضارات العالم بأسره حيث لها أهميتها وكل منها قدم مخزوناً معرفياً لا يستهان به وليس فقط العرب ومهمتنا معرفة كيف تطور العلم عبر التاريخ”.
ويواظب الدارسون في المعهد على إجراء دراستهم العلمية والقاسم الذي يجمعهم مع هذا الصرح الأكاديمي هو الشغف ومحبة تاريخ العلوم عند العرب حيث تقول الدكتورة رانيا قواف في العلوم التطبيقة بعد إنجازها أبحاثاً في مجال النباتات الطبية “لقد بدأت بدراسة الماجستير وتابعت دراساتي ضمن هذا المجال ووجدت متعة كبيرة وعملت بشغف كبير ضمن حقول عديدة طور العرب فيها هذا الاختصاص ومنها الإكثار النباتي ووجدت أن العرب كانوا سباقين في تجاربهم عن العلم الحديث”.
بينما مروة مارديني مهندسة معمارية نوهت إلى أن دخولها المعهد جاء عن رغبة كبيرة واختارت مواد علمية ومواضيع مميزة عن علم الجمال في المدينة القديمة والزخارف التي تشكلها وأضافت: ” مدينة حلب شيدت بشكل ليس اعتباطياً بل بشكل مدروس وممنهج” الأمر الذي تتفق معه المهندسة آلاء زيدان مهندسة مدنية والتي ربطت أيضاً اختصاصها مع علم الآثار وقامت بدراسة القباب عبر العصور بشكل تراثي.