ارتفاع تكاليف الإنتاج تثقل على مزارعي الزيتون في اللاذقية
يشكل الزيتون المحصول الرئيس في محافظة اللاذقية، حيث تبلغ مساحته الإجمالية /45 ألف هكتار، بنسبة 43,85% من الأراضي المستثمرة في المحافظة، ويعود تصدّر الزيتون لقائمة المحاصيل الزراعية لاعتماد المزارعين عليه كمصدر دخل مع نهاية كل موسم، إضافة إلى تأمين مؤونة منازلهم من الزيتون والزيت.
كما حال جميع المحاصيل الزراعية، يعاني مزراعو الزيتون من غلاء مستلزمات الإنتاج وتأمينها، وخاصة الأسمدة، إذ قال المزارعون الذين التقتهم «تشرين»: خلال الأعوام الثلاثة الفائتة تراجع المحصول عن السنوات السابقة، عازين السبب لعدم قدرتهم على الاعتناء بالأشجار من فلاحة وتقليم وتسميد وحراثة, وذلك بسبب ارتفاع أسعارها من جهة وعدم توافرها من جهة أخرى، إضافة إلى ارتفاع أجور اليد العاملة، مدللين بأن سعر طن السماد المدعوم، الذي وزّع حصراً على مزارعي القمح، وصل خلال العام الماضي إلى 193 ألف ليرة، فيما بلغ سعره في السوق السوداء إلى ثلاثة أضعاف.
كما بيّن المزارعون أن تكلفة حراثة الدونم الواحد ١٠ آلاف ليرة، وأجرة العامل ٢٠ ألف ليرة، أي ما يقارب سبعة أضعاف عما سبق. مضيفين: أمام هذه الصعوبات خسرنا إنتاج محصولنا الداعم لمعيشتنا، إضافة إلى سوء الأحوال الجوية وقت الإزهار والعقد، ووجود مرض عين الطاووس، ما أدى إلى قلة الإنتاج, وتالياً ارتفاع سعر زيت الزيتون.
وطالب المزارعون الجهات المعنية برفد المصارف الزراعية بالسماد، ودعم الجمعيات الزراعية بمادة المازوت وبالجرارات، مشيرين إلى أنه في رابطة فلاحي جبلة لا يوجد سوى أربعة جرارات زراعية, وهذا العدد قليل جداً.
بدوره، قال مدير زراعة اللاذقية المهندس باسم دوبا لـ«تشرين»: يعد الزيتون المحصول الاستراتيجي الأول في المحافظة من حيث المساحة والإنتاج، حيث تبلغ المساحة الإجمالية للزيتون /45 ألف هكتار، بنسبة 43,85% من الأراضي المستثمرة في المحافظة موزعة على نحو 10 ملايين شجرة، وتشغل منطقة جبلة المساحة الأكبر بنسبة 35.3% تليها منطقة اللاذقية بنسبة 31.3% ثم القرداحة بنسبة 20.3% فالحفة بنسبة 13.1%، ويبلغ عدد الأسر العاملة في زراعة الزيتون نحو 57 ألف أسرة، وقد بلغ الإنتاج للعام الفائت نحو / 87998/ طناً.
وبيّن دوبا أن مديرية الزراعة قامت بالتنسيق مع اتحاد الفلاحين، ومن خلال الوحدات الإرشادية بمنح قسائم مازوت زراعي حسب الحيازة للحصول عليه من الكازيات، بسعر مدعوم للإخوة المزارعين لتخفيف أعباء تكاليف الحراثة، مضيفاً: أما بالنسبة للسماد فقد تمّ تخصيص السماد فقط لمزارعي القمح، وقد عملت مديرية الزراعة على تشجيع الإخوة المزارعين على تصنيع الأسمدة العضوية، لتكون رديفاً وحلاً جزئياً، إضافة إلى إمكانية اللجوء إلى بدائل متوافرة بالسوق المحلية.
وتابع دوبا: خلال الموسم الحالي يمكن للمزارعين استجرار الأسمدة عن طريق المصارف الزراعية، وفق رخص التنظيم الزراعي الممنوحة لهم عن طريق الوحدات الإرشادية أو من خلال الجمعيات التعاونية، مشيراً إلى أن مرض عين الطاووس يعد من الأمراض الفطرية الأكثر ضرراً لشجرة الزيتون في المناطق الرطبة قليلة التهوية، خصوصاً في المنخفضات والأودية، لذا قامت المديرية بحملات لمكافحة عين الطاووس، وقد بلغت المساحة التي تم رشها خلال العام الماضي 571,6 هكتاراً، مؤكداً قيام المديرية بتأمين المحروقات والمرشات بشكل مجاني للمزارعين.
من جهته، أكد رئيس اتحاد فلاحي اللاذقية حكمت صقر أنه تم البدء بتوزيع سماد مركب لمزارعي الأشجار والقمح ممن لديهم رخص التنظيم الزراعي، مبيناً أن نقص السماد العام الفائت أثر نوعاً ما في إنتاج الزيتون وكذلك الأحوال الجوية وغلاء المستلزمات.
وبالنسبة للجرارات الزراعية، أشار صقر إلى أن الاتحاد طالب الحكومة بتأمين جرارات زراعية للمحافظة بالسرعة القصوى.