نفحات تفاؤلية..؟!

ساعات قليلة ويرحل العام الحالي “بوطأته الشديدة” ويبدأ عام جديد يأُمل أن يحمل معه تغييرات إيجابية تمحو ندبات أزمات معيشية وخدمية تركت بصماتها الثقيلة على الحياة اليومية، وخاصة مع ظهور نفحات تفاؤلية تشيء بتحويل هذه الأمنيات إلى واقع معاش لجهة تأمين المشتقات النفطية وتحسن الواقع الكهربائي، الذي ترك أثاره السلبية على جميع القطاعات.
ملفات كثيرة دسمة مدرجة على جدول الحكومة خلال العام القادم “المرجو” أن يكون نهاية الحرب الظالمة ولملمة تداعياتها الاقتصادية، ولعل الملف الأكثر أهمية واحتياجاً للترميم والإصلاح، وهو الهم المعيشي وتصويب حاله بحيث يستطيع المواطنون تأمين احتياجاتهم الأساسية من دون معادلات حسابية أو شطب نهائي لعدم توافر السيولة اللازمة، ما يستلزم معالجة موضوعية عبر تصحيح سلم الرواتب والأجور بالتدريج من خلال زيادات متتالية ترفع سقف الرواتب إلى حدود مقبولة تشجع الموظفين على تقديم جهود وقدرات أكبر تنشط حال المؤسسات العامة المترهل وتمنع تسرب وهجرة الخبرات والكفاءات إلى القطاع الخاص أو إلى دول أخرى تقدم ميزات كثيرة لاستقطابها والاستثمار في مؤهلاتهم علماً أن الدولة أنفقت أموالاً طائلة لتأهيل هذه الكوادر وتدريبها، على أن يترافق ترميم سلم الرواتب مع ضبط فعلي لأحوال الأسواق الفوضوية ومنع تجاوزات التجار المخالفين المستمرة، فإذا لم يكن هناك “مسك” حازم للأسواق تمنع أي شطحات سعرية جديدة سوف تفرغ أي زيادات من مضمونها وبالتوازي مع تصويب بوصلة هذين الموضوعين الضروريين يبرز ملف دعم الإنتاج الصناعي والزراعي، الذي يعد وصفة العلاج الأساسي لكل مشاكل اقتصادنا، بحيث لو أقلعت عجلة إنتاج المعامل بطاقتها القصوى مع زراعة الفلاحين لأراضيهم مجدداً سيضمن ذلك تحسن الموارد، وبالتالي القدرة على زيادة الرواتب ورفد السوق بسلع ذات سعر مقبول شرط كف أيدي الفاسدين وتجار الحرب، الذين يشفطون الخيرات ويجردون أي فعل صحيح من نتائجه المثمرة.
الظفر بعام جديد بلا أزمات وتحويل أماني المواطنين إلى حقيقة أقله عبر تأمين مستلزمات المعيشية بأسعار مقبولة من دون معاناة، يحتاج إلى عمل دؤوب وحسن إدارة للموارد المتاحة واستثمارها بالشكل الأمثل عبر وضع خطط واقعية قابلة للتنفيذ، فالمواطن تحمل وصبر على الملمات و يحتاج إلى أفعال تحسن واقعه المعيشي وتحميه من جور الفقر والتجار المستغلين، لذا جل ما نأمله أن تحمل أيام العام الجديد نهاية هذه المعاناة وأن تعود إلى بلدنا سنين وفرتها وخيرها الذي شمل الفقير والغني معاً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار