كان “أبو كلبشة” في بمسلسل “صح النوم” كوميدياناً بجدارة و”كراكتراً” حضوره أثرى العمل الفني بالإمكانات المتواضعة أيام الأبيض والأسود..
أبو كلبشة، كان شرطياً بحارةٍ لم تكن فيها كل (مين إيدو إلو) طبعاً إذا استثنيا (الأزعر) غوار الطوشة بمقالبه ومشاكله اليومية المنبثقة دائماً من باب الحب “لفطوم حيص بيص” الحب الذي يمكن أن يجعل شخصاً مثل غوار خارجاً عن القانون والتقاليد والأعراف، مثله مثل أسباب كثيرة دخيلة يمكن أن تطول بعض الأفراد وتجعلهم عرضة لارتكاب ما هو مقبول نوعاً ما في وجداننا من سلوكيات وتصرفات، والدليل، تعاطفنا درامياً مع غوار العاشق الولهان والذي ظهر بإحدى الحلقات معدنه الطيب وندمه واستسلامه لزنزانة أبو كلبشة درءاً لخروجه من سلك الشرطة.
ما بين غوار الطوشة- الأزعر، وأبو كلبشة القانون الدرامي رابط، ألا وهو أنف الشرطة الذي -على حد تعبير أبو كلبشة- لا يخطئ أبداً.. هذا الأنف هو حلقة الوصل وعلامة فارقة يمكن استثمارها وقوننتها لتصبح المحرك الرئيس للشرطة وجمارك اليوم، ومناسبة القول، التحرك الجمركي الأخير على محال البالة التي استهجنها ناشطو الفيسبوك لصلة رحم افتراضية فرضها واقع الحال ومسلسلات الغلاء وتعتير الناس.
أنف أبو كلبشة يجب على كل من امتهن الرقابة والتفتيش والضابطة التموينية أن يستخدمه ويفرّق من خلاله بين الأشرار والهواة أو طلاب عيش مستور يسند الخاطر المادي المكسور بفعل حرب وجشع وفساد بعض التجار وبعض المعنيين بأحوال الناس.
أنف أبو كلبشة يعاني هذه الأيام تداعيات الكورونا من فقدان لحاسة الشم التي يمكن أن تستمر شهوراً وكي لا تطول الأيام المطلوب تحريض الأنف التمويني بشمِّ البنّ وزيت القرنفل على ريق الأعمال والتحصن بروح القانون لفرز الأزعر بحق عن أشباه “غوار”.