نقص المازوت يدفع صيادي اللاذقية لهجرة البحر
تشهد أسعار السمك في سوق اللاذقية ارتفاعاً غير مسبوق طال جميع أنواع الأسماك حتى الشعبية منها، فسمك البلميدا الذي يلقب بـ«سمك الدراويش» نظراً لتوافق سعره مع القدرة الشرائية للمواطن صاحب الدخل المحدود، لم يعد كذلك بعد أن أصبح يباع الكيلو منه بين ٨٠٠٠-١٠٠٠٠ ليرة بعد أن كان يباع بين ٢٥٠٠-٣٠٠٠ ليرة.
«لم يعد لنا»، عبارة اتفق عليها من التقتهم «تشرين» في سوق السمك بمدينة اللاذقية، مشيرين إلى أن السمك بات كاللحوم الحمراء والفروج عصيّاً على موائد المواطنين، متسائلين عن سبب الارتفاع الكبير في أسعار السمك بالرغم من أن المحافظة ساحلية وليس هناك أجور نقل وغيرها من التكاليف التي تزيد من سعر السمك.
وفي جولة لـ« تشرين» على سوق السمك، وحّد المشهد العام لمحال بيع السمك شح الأنواع المتوافرة، والتي توزعت في أغلبها بين البلميدا بين (٨-١٠ آلاف ليرة)، البوري بين(١١-١٥ ألف ليرة)، الفريدي بين (٢٠-٣٠ ألف ليرة)، وذلك بالتوازي مع تراجع الإقبال من قبل المواطنين.
ياسين صاحب مسمكة في سوق السمك عزا لـ«تشرين» سبب شح السمك إلى تراجع الصيد بسبب الأحوال الجوية السائدة، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار باعتبارها تخضع لقانون العرض والطلب، مشيراً إلى أنه في هذه الفترة من كل عام ترتفع أسعار السمك بسبب تراجع عملية الصيد التي تتحكّم فيها الحالة الجوية.
ولفت إلى أن الإقبال خجول جداً من قبل المواطنين الذين يسألون عن السعر، ثم يتابعون طريقهم بعد أن يعربوا عن استغرابهم لارتفاع الأسعار.
الصيّاد أبو إبراهيم يقول لـ«تشرين»: منذ أكثر من شهر لم نحصل على مخصصاتنا من المازوت بموجب بطاقة تكامل المخصصة لقوارب الصيد، ما جعل عدداً كبيراً من الصيادين يهجرون الصيد، وبحسبة سريعة يدلل على كلامه بأن شراء بيدون مازوت بـ٦٥ ألف ليرة لا يكفيه لصيد يومين، ويضيف: رزقي من السمك لا يعوض خسارتي، وفي أحسن الأحوال «بطلع راس براس».
من جهته، أكد رئيس جمعية صيادي اللاذقية نبيل فحام لـ«تشرين» إحجام عدد كبير من الصيادين عن عملية الصيد بسبب عدم حصولهم على مخصصاتهم من مادة المازوت المدعوم وذلك منذ نحو شهر ونصف الشهر، مؤكداً أنهم طالبوا الجهات المعنية في المحافظة النظر في توزيع مخصصات المازوت لكن من دون جدوى.
وبحسب فحام، قام عدد من الصيادين برفع قواربهم إلى رصيف الميناء تعبيراً عن هجرتهم الصيد الذي «لم يعد يجلب همه» بالرغم من أن عائلات الصيادين ليس لها مصدر رزق آخر، مبيناً أن مخصصات كل صياد من مادة المازوت شهرياً ١٧٥ ليتراً، وبرغم ذلك يحصل الصياد على ٥٠ ليتراً شهرياً، في حال تم توزيع المخصصات، وهي كمية لا تكفي لعمل يوم أو يومين في أحسن الأحوال.
كما أشار فحام إلى أن قلة العرض حالياً تعود أيضاً إلى سوء الأحوال الجوية غير المواتية للصيد، مدللاً بأن السمك أثناء العواصف وارتفاع الأمواج يسبح باتجاه الأعماق.