يوم الطفل العالمي
احتفل العالم في العشرين من تشرين الثاني بعيد الطفل العالمي، إذ تعود الذاكرة لكلّ منّا ليتذكر طفولته ومحطاتها الإيجابية والسلبية والمنغّصات الواجب استئصالها من أمام أطفالنا ويافعينا وشبابنا لكونهم أجيال الغد، ومن محطات إيجابية نقف معها لنفعّلها ونفيد بها أطفالنا والمهتمين بهم من أسرة ومدرسة ومنظّمات مختصة ودور عبادة.
فالوالدان والمربون يبحثون عن إجابات لأسئلة تسهم في إعداد الطفل وصقله تربوياً وعلمياً ومجتمعياً وإنسانياً.
كما أن الملاحظ أن أغلبية أفراد مجتمعنا يربّون أولادهم ببساطة وخبرات عملية اكتسبوها من الأهل والمحيط.
ويواجه الوالدان والمربّون عدة مشكلات تحتاج لحلول أثناء تربية أبنائهم مثل مشكلات الطفل النّد مع أخيه والتأثيرات الخارجية عليه، والاختلاط بين الجنسين والسلوك العشوائي والبرامج الإذاعية والتلفزيونية غثّها وسمينها وتغلغلها وتأثيرها على سلوك الأطفال.
ويتفق الخبراء المختصون أن تربية الطفل يجب أن تتركز في الأسرة، حيث يتوجب على الأبوين أن يستخدما كلّ الوسائل التي توجّه حياة الطفل بحكمة مثلما يفكّران بمظهره الخارجي وأناقته وطعامه، ملاحظين أن كثيراً من الأسر تزرع في أذهان أطفالها عادات استهلاكية رغم الإمكانات المادية المتواضعة لهذه الأسر، ويعوّدون أطفالهم بشكل مباشر أو غير مباشر على البذخ حارمين أنفسهم من ضروريات الحياة التي تحمّل الأهل أعباء لا تتوافق مع ميزانياتهم، ما يعوّد الطفل ويرسّخ في ذهنه تلك العادات الاستهلاكية الواجب استئصالها من أسرنا غنيّها وفقيرها.
هنا تبرز الحاجة ملحّة إلى وجود المرشد الاجتماعي المتمتع بالمعرفة وقوة الشخصية سواء داخل البيت وأقصد الأب والأم أو في المدرسة وأقصد المرشدين التربويين والاجتماعيين الذين تقع على عاتقهم مسؤولية تدريب الطفل واليافع والشاب عملياً، وتلبي الحاجات الجسدية والنفسية لهم.
بذلك نكون قد رسّخنا قيماً وعادات اجتماعية وتربوية تنمّي معرفة وعقل هذه الشرائح الاجتماعية، مستأصلين رويداً رويداً كثيراً من العادات المجتمعية الاستهلاكية ومطعّمينها بعادات جديدة تسهم في تنمية المعرفة وصقل الإدراك والتحفيز على الاهتمام وممارسة ألعاب مسليّة ومنميّة لهذه المعارف والمدارك، فالطفل الذي تترسخ في ذهنه ممارسة الألعاب الهادفة كالشطرنج التي تنمّي العقل والفكر عنده وتصقلهما يختلف عن الطفل الذي يتدرّب على ممارسة الألعاب الاستهلاكية والضارّة التي تنمّي روح العنف والتمرّد كالألعاب الحربية مثل ألعاب المسدّسات والبنادق والقنابل.. ذلك يتطلب تضافر جهود الأم والأب خاصة والمدرسة ومرشديها الاجتماعيين والتربويين وزيادة عددهم وإخضاعهم للتقييم المستمر والمدروس وإطلاعهم على المستجدات العالمية، إضافة إلى دور النوادي الاجتماعية والبرامج التلفزيونية والإذاعية الهادفة الخاصة بهذه الشرائح لتسهم شيئاً فشيئاً في تنمية عقول ومدارك الأطفال واليافعين والشباب وتنعكس إيجاباً على التنمية المجتمعية.
ولا ننسى الكثير من التجارب العالمية الملائمة لمجتمعنا لنضمن إعداد جيل ينهض بالوطن ويتخطى مفرزات الحرب الكونية الظالمة التي فرضت على وطننا الغالي سورية ونضمن إعداد النشء والشبيبة بالشكل الذي يخدم الفرد والأسرة والوطن والمجتمع.