أن تكون صحفياً..
ليس مطلوباً من الصحفي أن يكون فيلسوف زمانه, يصيغ كلماته بعبارات رنانة وضمن أفكار ونمطية معلبة, وليس من المعقول أن يكون ازدواجياً متناقضاً, غايته إرضاء من هم بموقع المسؤولية, والتحايل على مشاعر المواطن!!
المطلوب من الصحفي الكفؤ ألّا يكون جاهزاً للتبرير والتلميع والتصفيق, وأن تكون مهمته باختصار انتقاء القضايا التي تشغل الناس, من دون إغفال أو تجاهل همومهم واحتياجاتهم وطرحها بكل مصداقية, وعرضها وفق وقائع وتحليلها لتصل إلى المسؤول والمواطن.
كثيراً ما تحدث سجالات عن مفهوم الصحفي الكفؤ وما هو المطلوب منه؟ لكن بالتأكيد الصحفي الحقيقي لا يماطل ويقول كلمته كالسيف في وجه كل من امتهن الفساد والإهمال.
لا نكتم سراً إذا قلنا أن هناك أزمة بين الإعلام و المسؤول, وبين الإعلام والمواطن, فما هو المطلوب إذاً من كل صحفي يصارع بين الحكومة والناس؟
بداية دعونا نقول وبكل صراحة أن وسائل الإعلام لا تحظى بثقة الناس بشكل مطلق, وهذا يعني ضرورة البحث عن الأسباب وصولاً إلى النتائج المرضية لكل شرائح المجتمع التي باتت تحت مقصلة الفقر والحاجة!
المعضلة الأساسية التي تواجه علاقة الناس مع الإعلام هي بحثهم عن الحقيقة كاملة, وهذا يعني أنه إذا أردنا تغيير نظرة المجتمع لإعلامنا, علينا أولا الوضوح والحصول على سيل المعلومات من مصادرها, وتلك مهمة تقع على عاتق المؤسسات والوزارات أيضاً بعيداً عن مزاجية كل مسؤول ونظرته للتعامل مع الإعلام !
بالتأكيد لن يصفق الصحفي لأداء حكومي ضعيف أو هكذا يفترض, ولن يقف موقف المتفرج لتصريحات ومناورات كلامية تخمدها نيران الحقيقة, ولن يدير ظهره لقهر الناس وفقرهم, ولكن تلك ليست مسؤوليته فقط وإنما مسؤولية القائمين على الإعلام في منحه حرية الكلمة, وأيضاً مسؤولية الحكومة لفتح قنوات الحوار والتواصل, لتصل الحقائق للناس لتحليلها والاطلاع عليها, وهذا كله حتى لا يكون إعلامنا كبش الفداء وهو المتهم والضحية!!