جامعة حلب تحتفي بالعالم العربي “موسى بن شاكر” وأبنائه
يواصل المؤتمر السنوي الخامس والثلاثون لتاريخ العلوم عند العرب عقد جلساته عبر 39 بحثاً علمياً، في تاريخ العلوم لدى العرب وذلك على مدرج معهد التراث العلمي العربي رافقه معارض للتراث الفني والعلمي والتوثيق التراثي، وبمشاركة باحثين ومهتمين من جامعة حلب والجامعات السورية وهيئة الطاقة الذرية والجمعية الفلكية.
وذكر عميد معهد التراث العلمي العربي الأستاذ الدكتور فؤاد عويلة حول أهمية الأبحاث المقدمة التي تناقش تاريخ العلوم الطبية والصيدلانية والتطبيقية والأساسية والتراث العمراني العربية والإسلامية وعلوم الكون والفلك والبيئة وتاريخ حلب القديمة مدينة وأسواقاً بغية الكشف عن مزيد من الابداعات العلمية المتميزة التي قدمها العلماء العرب.
وقال في حديثه لـ “تشرين”:
“لقد تناول المؤتمر اختصاصات متنوعة ومختلفة تهتم بالتراث العلمي العربي، والاحتفاء بالإنجازات العلمية للعالم العربي موسى بن شاكر وأبناؤه (محمد وأحمد والحسن) الذين عاشوا في القرن الثالث للهجرة الموافق للقرن التاسع للميلاد ودرسوا في بيت الحكمة اشتهروا بعلم الهندسة والحيل والعلوم المختلفة ولهم أثر بالحضارة العربية والإسلامية يتم تكريمهم في المؤتمر بعد دراسة اللجنة العلمية لإنجازاتهم، حيث درجت العادة الاحتفاء بالعلماء في كل مؤتمر”.
من جانبها تطرقت نائب عميد معهد التراث العلمي الأستاذ الدكتورة بثينة جلخي إلى أهمية تكريم موسى بن شاكر وأولاده وهم وضعوا أهم كتبه كتاب الحيل “علم الحيل” سمي بذلك لمن يحصلون على الفعل الكبير من الجهد اليسير.
وتردف الدكتورة جلخي في حديثها لـ “تشرين”: “برعوا بعلم التكنولوجيا ووضعوا أول كتبها بالحضارة العربية والإسلامية، وطبقوا مبادئ هيدروليكية منها الأواني المستطرقة، وتوازن السوائل وفق نماذج من الآليات وهي تراكيب وردت بالحضارات السابقة وأضافوا عليها ومن جهة ثانية اختراعات هم صمموها، منها كأس فيثاغورث وهي أداة هيدرولكية سميت بـ (الكأس العادل أو كأس الطماع) خصصت للجشعين”.
وتروي الدكتورة نائب عميد المعهد أن أهمية هذا الاختراع يندرج أن هذا الكأس حين اضافة أية كمية زائدة يتسرب السائل من القاع طارحاً الكمية الزائدة، علاوة على ابتكارات وابداعات تميزوا بها مثل موزعات المياه الساخنة والباردة، والنوافير التي تستخدم بالعالم حيث وضعوا تصاميمها التي تعطي أشكال وألوان متعددة، عدا عن القناديل واختراع السراج الذي يعمل تلقائيا بالفتيل والزيت، وأخيراً يمكن القول أنه بفضل من المؤرخين وصلوا إلى أهمية جهد أبناء موسى بوضعهم أفكار الريبوت الآلي.
شهرتهم الواسعة حسب رأي الدكتورة الجلخي وصلت لأن استشهد بهم مستشرقون مثل المستشرق الألماني فيدمان وتلميذه وكذلك دونالد هيل، وأشاد فيهم، وبإنجازاتهم أيضا التي يمكن أن نذكر منها القمقم السحري وكتب الحيل قليلة جداً في تاريخ العرب استفاد منه الجزي وتقي الدين الدمشقي وثلاث كتب نشرهم وحقق بهم الاستاذ الدكتور المرحوم يوسف الحسن رئيس جامعة حلب الأسبق.
ويشارك الباحثون والمهتمون في تاريخ العلوم عند العرب بأبحاث متنوعة في التراث وترميم المخطوطات القديمة، والهندسة والعمارة والفلك مع استعراض الدور الحضاري للعلماء العرب وطب الأعشاب والأسنان في ذلك الزمان، مع تطرق الأبحاث عن البنية الهندسية لمدينة حلب القديمة وهندسة أسواقها وخاناتها وتميزها المعماري.